20‏/2‏/2016

مذكرات التجاني - الحلقة : 4

مذكرات التجاني - الحلقة : 4
بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي.
 
اتجه التجاني نحو زريبة البهائم ...فهو كثيرا ما سمع عنها، لكن من رأى ليس كمن سمع...و هكذا اصطف مع بني عشيرته على السور المحيط بها ليستمتع بعدد هائل من الحمير وهي تمارس حقها في التناسل
...أحس بالجوع فقرر الانصراف والعودة الى داخلية ثانوية الامام الشطيبي وهو يحمل كيس تين جلبه له أبوه من الدوار.
أثار انتباهه عند الوصول أن تلاميذا حصلوا على أكل كثير و نقود من عند أبائهم...فقرر أن يتقرب الى أحدهم لعله يفوز بفاكهة أو قطعة حلوى، لكن دون جدوى
مرت الأيام متشابهة بالداخلية ...نفس الأكل يتكرر، كل مساء الحريرة ...لذا فهو ينتظر يوم الجمعة بلهفة لأكل الكسكس أو الدجاج... كان التلاميذ يلجؤون الى استدارة الكاس لتقسيم قطع اللحم التي لا تكاد ترى بالمجهر...
للتجاني أصدقاء يكترون بيوتا من تراب...كل سبت كان يأخذ رخصة للخروج فيبيت الليل عندهم ...كانوا أسوأ حالا منه ، فهم يحصلون على الخبز يوم الأحد فيتناولوه بتقسيط لمدة أسبوع ، حتى يصبح " كوجماطاً " يصعب تكسيره...
ومع الأيام أصبح التجاني أخطر مجرم بالداخلية ، ما أن ينام التلاميذ حتى يسل حزامه ، فيقصد أقفال الخزانات ...يدخل الحزام في القفل ثم يغلقه ...يدخل رجله في الحزام ويضغط...يفتح الخزانات، يأكل ما لذ وطاب ثم يعيد كل شيئ الى مكانه ...
ذات ليلة سمع التلاميذ صوتا مدويا...ثم عم هدوء حذر ، تبعه صوت يهدد: " التجاني اغلق الخزانة وارجع الى سريرك..."
لقد أصبح مشهورا ومعروفا ولو لم يشعل الضوء...ولكن جوعه كان أكبر من خوفه...
حل رمضان ...أخبره صديقه أنه من الضروري عليه أن يستحم قبل الظهر اذا استحلم...فحدث أن راى ما رأى في الليل...فاحتار أين يستحم ...فالداخلية ليس فيها ماء...قصد وادي يسمى " وادي الرحي" راقب الموقع جيدا ...كان الجو باردا...أزال ملابسه كاملة ثم غطس في الوادي...التصقت عظامه من شدة البرد...خرج من الماء وقصد كدية ليتدفأ قليلا ،كانت أسنانه تسطك بشكل هستيري...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن
‫#‏أحمدالمودن‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "