مذكرات التجاني - حلقة طائشة بقلم المودن أحمد.
......... فوق قبر عمي سلام " بشيقو" .......
حفر الناس قبر عمي سلام الملقب قيد حياته ب " بشقو" ، ثم رجع رجال و شباب إلى الدوار لحمل الميت الى قبره الذي بقي بالقرب منه مجموعة من الرجال يحكون مغامراتهم و يضحكون...فضل التجاني أن يبقى غير بعيد عنهم...و جه صحنيه المقعرين صوب المجموعة و بدأ يسرق السمع دون أن يثير انتباههم لتواجده...
أغلب المتواجدين قرب حفرة القبر هم من معاصري عمي سلام...حكوا نوادره و هم يضحكون...
قال أحدهم أن عمي سلام لم يترك " هجالة " إلا دق بابها...و أضاف آخر أنه يعشق الزنا...وإنما أصابه العمى من كثرة فساده...
وهنا تذكر التجاني كلمة كان يرددها عمي سلام باستمرار...إنها " بشيقو "...
سأله التجاني يوما عن معنى هذه الكلمة فرد عمي سلام :
- "حتى تكبر أولدي و تعرفو" .
اشتهر عمي سلام بحبه للنساء خاصة بعد أن هرمت زوجته...ثم مات لتتحدث عنه النساء، قبل أن يتحدث عنه الرجال...فقد كان ذئبا يهابه الرجال خوفا على نسائهم...
انتقل الجالسون على شفا حفرة القبر من الحديث عن مغامرات عمي سلام ليفتحوا باب اﻹعتراف بمغامراتهم...
كان عددهم خمسة...هبة ووقار سنهم و لباسهم كسره اعتراف أحدهم بأنه ما أن باع محصوله من القنب الهندي حتى اشترى سيارة فأصبح يقضي يومه بالدوار و يبيت ليله بخنيفرة!!!
أما أحدهم فقد اعترف بأنه كان يزيل الجلباب بغفساي، و يغير ملبسه ليقيم سهرة علي شرف فتاتين بالحاجب...
و يحكي الثالث كرمة و سخاءه مع " البنات" بعين اللوح...حتى أنه لا يترك فاكهة إلا و حمل منها زوجين " للحاجة"...
وعلى طول مدة الإعترافات كان التجاني يتذكر حالة هؤلاء قبل حلول زراعة القنب الهندي...
كان أغلبهم لا يملك سوى جلبابا واحدا يلبسه شتاء و صيفا...
تزوجوا وخلفوا...ومنهم من تزوج أولاده...ولما أقترب أجلهم تشببوا و لبسوا الجديد و ساقوا "الحديد " ليعيشوا مراهقتهم المتأخرة...
استفاق التجاني من شروده على صوت الناس يكبرون و هم قادمون إلى المقبرة حاملين جثمان عمي سلام " بشيقو " .
و إلى حلقة قادمة. مع تحيات أحمد المودن من غفساي بتاونات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "