26‏/3‏/2016

قصة قصيرة واقعية بعنوان : " هذه أمي "

قصة قصيرة واقعية بعنوان :

" هذه امي " 

بقلم احمد المودن

كان الفصل صيفا...حرارة شديدة في الخارج...فجأة رن الهاتف ...على الطرف الآخر من الخط صوت المصطفى و هو يستغيث:" ارجوك أخي أحمد انا في ورطة...ضروري ان تنزل عندي حالا،انا بباب دارك، ولا وقت عندي للصعود"
حملت رأسي فوق كتفاي و نزلت ...
_ ما الأمر يا هذا؟ لقد افزعتني...
_ لا شيء اتبعني وسأحكي لك...
تبعته مستغربا طيش هذا البدوي الذي سلطه الله علي في وقت القيلولة...وبدأ الحكي ثم الشكوى:
- لقد اشتريت منزلا بحي شعبي لكني فوجئت انه مرهون...و الراهن يرفض تسليم المنزل"
كان علي ان أستعمل مخزون حيلي لأحل هذه الإشكالية التي لم يدرسونا مثلها من قبل.
التحقنا بالمنزل المشترى ...دق خفيف على الباب ليطل علينا و جه امرأة جميلة...رحبت بنا و طلبت منا الدخول دون ان تستشير أحدا...فحسبتها عازبة يتيمة أو ارملة لم يكمل زوجها بصحبتها عاما واحدا...و دخلنا حاملين أسئلتنا، لأفاجأ برجل يرحب بنا!!!
قدم لنا نفسه...ثم فسرت لنا المراة سبب عدم تسليمهم المنزل لصديقي المصطفى....شربنا شايا ثم ضرب لي الزوج موعدا في المساء ...لكن في حي راق هذه المرة.
وفعلا التقينا ...ولم أرغب في شىء باستثناء معرفة سر صمته...
كان في الموعد ...فطلب مني ان أتبعه...صعدنا في سلالم رفيعة ثم فتح بابا من الخشب الرفيع، لاجد نفسي بمنزل واسع ذو فراش رائع...مجمل القول منزل من الطراز الرفيع
وهنا سألته:" أهذا منزلك؟" فرد بهدوء وثقة بالنفس :" نعم انني أقطن فيه منذ سنوات لوحدي...فقد رفضت زوجتي العيش معي فيه...و طلبت مني ان ارهن لها بيتا كيفما كان...وهذا ما فعلته."
ناقشنا موضوع طلباته واتفقنا على كل شيء ثم طلبت منه السماح لي باللانصراف...وعند وقوفي أثار انتباهي جسد يتحرك في سرير...فسألته ممازحا : " ألك امرأة اخرى؟
فرد علي ببرودة دمه المعهودة: " نعم انها أمي ...إنها لا ترى و لا تسمع و لكن زوجتي لا تريد العيش معها..."
اخفيت دموعي و خرجت ...وبسرعة قصدت بيت امي ...قبلت رأسها و بكيت.


                                                                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "