8‏/4‏/2016

قصة قصيرة بعنوان : " حين يصبح المريض طبيب نفسه "

قصة قصيرة بعنوان : " حين يصبح المريض طبيب نفسه "

بقلم المودن أحمد

---- تجربة واقعية لمريض بالسكر تستحق القراءة و المشاركة مع الغير ----


يتذكر احميدو كيف كان حاله قبل سبع سنوات...عضلات قوية، حيوية، بطن منتفخ على شاكلة بطون أبناء الأغنياء...إلا أن شيئا ما حدث فجأة... أصبح وزن احميدو لا يتجاوز الستين كيلوغراما بعدما كان خمسة و سبعين...يشرب الماء بكثرة و يلج المرحاض باستمرار على غير عادته...غضب شديد لأتفه الأسباب و تكسير كل ما يصادفه ... كثرت أسئلة محيطه عن سر تغير حالته الصحية دون إيجاد سبب معقول... مرت الأيام ليكتشف احميدو بالصدفة خلال تحليل روتيني للدم أنه يعاني من ارتفاع نسبة السكر بالدم أو ما يصطلح عليه بمرض السكر... بكى احميدو من هول الخبر...كانت النسبة حوالي ثلاث غرامات باللتر ، لينصحه الطبيب بالقيام بفحص نسبة السكر بالدم خلال الثلاثة أشهر الماضية ...فكانت النتيجة صادمة : إحدى عشر بالمائة ... سأل احميدو طبيبه عن المعدلات العادية للشخص السليم، فرد الطبيب: المعدل العادي هو ما بين 0,70 g/L و 1,10 g/L بعد فترة الصيام أما أفضل نسبة بالنسبة لفترة الثلاثة أشهر فهي أقل من 6,10% .
كتب الطبيب دواء يساعد البنكرياس على إفراز الأنسلين ، مع نظام حمية صارم على سبيل التجربة...و بعد أسبوع قام احميدو بتحاليل جديدة ظهر فيها تحسن ملموس ، ليقرر الطبيب رفع عدد حبات الدواء أو بالأحرى عدد الغرامات منه...و ضرب للمريض موعدا بعد شهر...
ركب احميدو سيارته و قصد البادية ليرتاح قليلا...و لكن القدر غير مساره اذ انفلبت سيارته عند منعرج ولاد داوود ليعود الي فاس حزينا مهموما...
اشتري احميدو دراجة عادية ليستعملها في انتظار اصلاح سيارته ...دام ذلك شهرا كاملا...
قام بالتحليلات من جديد و عاد عند الطبيب الذي وجه سؤالا غريبا لحميدو
- ماذا فعلت غير استعمال الدواء؟
فيجيبه احميدو
- لا شيء باستثناء استعمال الدراجة اربع مرات في اليوم .
و هنا ابتسم الطبيب و أردف " تحسن ملموس ...انصحك بعدم التفريط في الدراجة "
و من يومخا أركن احميدو سيارته...و أصبح المشي و الدراجة هوايته...
مع الأيام استقر حاله و ارتفع وزنه ليصل الى 68 كلغ و هدأت أعصابه بل وأصبح يأكل كل شيء باستثناء المأكولات الحلوة .....
اهتم احميدو بقراءة كل صغيرة و كبيرة عن مرض السكر فعرف أن خطورته لا تكمن في الاصابة به ، بل في تأثيره السلبس علئ القلب و الكليتين وشبكة العين ...كما أن الجراح لا تشفئ بسرعة...بل ويؤدي تأيره السلبي الى بتر الأطراف كما حدث لجارته...
ولحسن حظ احميدو أنه اكتشف مرضه مبكرا و الا كان سيصل به الأمر الى مرحلة متقدمة يعجز خلالها البنكرياس عن تزويد الجسد بالانسلين ...
اشترى احميدو الة قياس السكر و تابع حالته باستمرار ليقول له الطبيب بعد أربع سنوات من استقرار حالته " اذهب فأنت طبيب نفسك الان"
انتقل احميدو الى مرحلة مهمة في حياته و هي مرحلة توع
ية الناس بهذا المرض و نصح المشكوك في أمرهم بزيارة الطبيب...دون الجزم في حالة أحدهم أو التدخل في دور الطبيب...

مع تحيات المودن أحمد  
 #‏أحمدالمودن‬
                                                                                                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "