12‏/5‏/2016

طيكوك بقرة من غفساي إلى الرباط

طيكوك إلى الرباط 

بقلم المودن أحمد من ودكة غفساي تاونات.


كتب ابن المقفح الودكي الزروالي الجبلي في كتابه " ودكة و دمنة " في الصفحة 2016   أن بقرة ضعيفة تعيش بإحدى دواوير غفساي، غلبها العطش فلم تجد ماء...فجأة لسعتها " دبانة البقر " فأصابها " طايكوك " ...فأقسمت ألا تقف حتى يصل خبر عطشها إلى حيث يفرق الماء بالرباط...
ازدادت سرعتها و هي تلج الطريق المعبدة ...و كلما اقتربت من الرباط زاد غضبها و هي تتساءل : 
هل  المغرب مغربان ؟ مغرب في النعيم و مغرب في الجحيم...مغرب يسبح ساكنوه في مسابح فيلاتهم، ثم يفرغوا محتواها بعد يوم، حتى لا يضر الماء " البايت " بشرتهم الناعمة...و مغرب يقطع أهله الكيلوميترات ليسقوا ماء على الحمير و البغال ؟!...
كانت دهشة البقرة كبيرة و هي تطوف شوارع الرباط فترى نافورات و شلالات اصطناعية يتمتع بها سكان المدينة...فأقسمت ألا تشرب ، تضامنا منها مع سكان دواوير غفساي وباقي بوادي المغرب و مواشيهم ...
أكملت البقرة المسير إلى أن و صلت إلى حي الوزارات بالرباط...إلا أنهم و ضعوا حواجز و متاريس خوفا من أن تكون محملة بمتفجرات أو أن تكون مصابة بجنون البقر ...
استعملوا مكبرات الصوت محاولين التحدث معها عن بعد و لكن لا أحد فقه لغتها...و هنا أطل ذئب من مخبئه عفوا من مكتبه،وقال: 
_ دعوها فإنني أعرف هذا الصنف من المواشي...يأتيه " طاكوك " من وقت لآخر ...ولا خوف منه
كانت شجاعة هذا الذئب كافية لتطل التماسيح و الذئاب و النمور و الثعالب و باقي آكلي اللحم...
خاطب الذئب البقرة بعد أن زودته الثعالب بسيرتها و رقم بطاقتها ضمن القطيع:
_ أولا أنت بقرة مبحوث عنها و تهمتك حسب إحدى الشكايات المجهولة هي أكل أشجار الغابة و حرث القنب الهندي...
أحست البقرة بالخوف فتراجعت قليلا و هي تقول : 
_ نحن يا سعادة الذئب ، عفوا يا سعادة الوزير...بقر ضعيف...أرضنا لا تنبت زرعا و لا فولا...الغابة التي نرعى فيها باعها حراس الغابة بأبخص الأثمان...نحن يا سيدي بقر لا حق لنا في هذا البلد ولا تعرفوننا سوى في موسم الحرث و الإفتراس..لقد و عدونا بماء كثير...فمدت القنوات و بنيت السقايات...و شرب العارفون الماء قبل أن يصل...
إننا ياسيدي بقر مهمل منسي في جبال و دواوير لا يعرفها الذئاب إلا في موسم الإفتراس...
و هنا نظر الذئب الى باب وزارته...قرأ اللوحة التي تعلو الباب، ثم أزال قطعة لحم كانت بين أسنانه و قال: 
_ كفى ... لقد حز في نفسي منظرك الهزيل...لذا فقد قررنا بناء سد غير بعيد من سد المجعرة لحل مشاكلكم...
فقاطعته البقرة و هي تقول:
_ هل تسمح لي سيدي أن أروث قليلا ، فقد و جدت ذلك أفضل من أن أتقيأ ...

     

                                    

هناك 30 تعليقًا:

  1. غير معرف13/5/16

    Khayat Kaftan Tawnati
    الكل توصل لحقيقة النعيم مقابل الجحيم والمفارقات التي نعيشها نحن وأولئك وفهمها لوﻻنا لما نعموا بنعمهم الظاهرة والباطنة وووو....لكن أمنيتي الوحيدة هي اﻻ تنتقل طيكوكة من عشيقتها البقرة اﻻ أهل الجحيم ههههههه

    ردحذف
  2. غير معرف13/5/16

    Mohamed Berrada
    مع تحياتنا للبقر طبعا ههههه لكن نحن مغلوبين عن أمرنا كما قال لي والدي ذات يوم: قلتلو الواليد خاض الناس يطالبو بالحق ديالهم قالي: "أولدي حنا عندنا لهودي فالدار" يعني الكيف يجيو الجدارمية يلقاو غير الزريعة يصايفطوك بشي عماين لهادا بنادم ساكت

    ردحذف
  3. غير معرف13/5/16

    Mouini Mohamed Ali
    رسالة مشفرة لها عدة ألغاز فربما لا بعرفها اللعض ونحن في هذا الخط تماما.
    تحياتي .رائع

    ردحذف
  4. غير معرف13/5/16

    Mohamed Serghini
    بالفعل اخي احمد فنحن عندهم بهذه المنطقة بقر حلوب كلما اشتاقوا الى الحليب والزبدة وحان موسمه يأتونك بكل انواع الاليات لاخذ المنتوج كما تحكي قصص او كما كنا نسميها خرافة الجدات حكاية الذئب مع تلك البقرة عندما تليد كان يأتي فيأكل السلى ثم يأخذ معه العجل الصغير،حتى في ذات يوم سألها السلوگي مالي أراك حزينة فسردت عليه قصتها فقال لها سوف العب دور الابن لاتخافي فلما وضعت مولودها خبأه ثم طلى نفسه بمايصطلح عليه "السلى" فلماجاء الذئب اخذ يجر العجل والثعلب تندهه من الوراء حتى اوشكا ان يقطعا عقبة طويلة فإنتبهت الثعلب الى الارجل وبدأت بالهرب وهي تنادي الذئب (وا ياودي طللوا في حوافرو لا تعفروا) فهم بالهرب الا انه لحق به وبالثعلب وكان مصيرهما الموت المحقق.ولهذا ياأخي احمد شحال ماطال غادي يصبح،ويطل ضوء الفجر انشاء الله.

    ردحذف
  5. غير معرف13/5/16

    Ali Elaouni
    هذا حقتا يا اخي احمد ولا نطلب المستحيل

    ردحذف
  6. غير معرف13/5/16

    Mfadal El Atifi
    ياليتنا كنا نشبه هذه البقرة ننتفض ولو موسميا عندما يكون طايكوك لنتقيا على هؤلاء الذئاب لكننا مع الاسف رضينا بالذل والمهانة واصبحنا اقل من البقر صعاف هزال لا نصلح إلا ان نعيش هدذا الوضع المأساوي، تحية اخي احمد، منشور ملئ بالمعاني. والايحاءات كله عبرة وقصص، شكرا لك

    ردحذف
  7. غير معرف13/5/16

    Yacine El Hajji
    ...
    Ta7iyati al ma3na wsal wal faham yafham

    ردحذف
  8. غير معرف13/5/16

    Monim Lazar
    تبارك الله عليك صديقي مسيرة موفقة

    ردحذف
  9. غير معرف13/5/16

    خالد التسير
    ...
    انه المغرب النافع والمغرب الغير النافع لم يخطىء المستعمر حينما اطلقوا هذه التقسيمات على مغربنا الحبيب . والله تمنينا ان يستفيق هذا الشعب من سباته ولكن للاسف لايستطيع فتح فمه الا عند طبيب الاسنان كما قالها فيصل القاسم في احد المرات ببرنامجه الشهير " الاتجاه المعاكس "

    ردحذف
  10. غير معرف13/5/16

    Abdelfadil Grimet
    أظن أنه لو اتحد البقر لكانت لهم كلمتهم في وسط الغابة المليئة بمختلف الحيوانات المفترسة من دئاب وغيرها.هناك فيديوهات وحقائق فاز فيها البقر على الأسود.ولكن كما قلت أنت مشكلة البقر أنها مرتبطة فقط بالعشب وعينها دائما عليه ولا تنظر إلى المخاطر وهي غارسة رأسها تأكل اليابس منه وتتطلع للأخضر حتى ينضج.

    ردحذف
  11. غير معرف13/5/16

    Mustapha Jabli
    ولا اروع

    ردحذف
  12. غير معرف13/5/16

    Mohamed Edfili
    سرد جميل و حبكة مثقنة تحياتي بقرنا كله مطلوب منه ان يطيكك إلى الرباط لملاقات ذءابه و عفاريته للمطالبة بالحقوق المهظومة

    ردحذف
  13. غير معرف13/5/16

    Rachidovitch Nokli
    جوابه واضح باش يقوليها غير حرث او روث

    ردحذف
  14. غير معرف13/5/16

    Badre Tajdine
    ...
    Belle histoire ! Malheureusement rares sont ceux les arrivistes et les corrupteurs pourraient prendre cette histoire significative en considération...!

    ردحذف
  15. غير معرف13/5/16

    Mohamed Acher
    و هاهو موسم الافتراس على الابواب فمرحبا بالذئاب الاليفة بين قطيع البقر الضعيفة.

    ردحذف
  16. غير معرف13/5/16

    Mouini Mohamed Ali
    إن صورة منطقتنا عند أهل القرار هي تلك البقرة الهرمة من شدة العطش الحقيقي رغم أنها استراحة فكاهية فهي رسالة قوية وهجومية بامتياز كانت ألغازها مشفرة اتجاه بعض القادة و بعض المسؤولين السياسيين.فعلا منطقتناتعاني مرارة شح الماء وانعدامه في بعض الأماكن.والبقرة هي المنطقة نفسها كتحليل علمي ودقيق.لقد كانت الرسالة في أعلى مستوى من التسييس الفكاهي.وأعجبتني نهاية القصة عندما طلبت البقرة بأن تضع روتتها هناك يعني داخل مجلس الحك..أو البر...الأماكن الأولى في صنع القرار و التي لاتساوي سوى الروت وغيره..
    وسبق لي وبعض أصدقائي أن كتبنا وكتبنا مستعينين بإحدى الصحفيات المناظلة وأحييها بحب.طلبنا التزويد بالماء مرات عدة وكانت رسائلي قوية جدا اتجاه هذا المطلب ولا من يحرك ساكنا.وهذه الرسالة كانت ختام وطابع رسالة رائعة

    ردحذف
  17. غير معرف13/5/16

    Abdeltif Ettaouil
    تحية خاصة ومسيرة موفقة..

    ردحذف
  18. غير معرف13/5/16

    Mfadal El Atifi
    بقرتنا حلوب..... لكن مسلوب من اهل........

    ردحذف
  19. غير معرف13/5/16

    Anis El Meouaddene
    والله لو كنت امامي لقبلت راسك على اسلوبك الراقي لأننا نفتقد لمثل هولاء الاطر ولمن يتحدث عنا وعلينا

    ردحذف
  20. غير معرف13/5/16

    Abdell Cherkaoui Man
    الشيخ امام.هم يأكلون الحمام و الفراخ وحنا الفول دوخنا و داخ هههه قصة رائعة مستوحاة من الادب الانجليزي و خصوصا الاديب جورج اورويل في قصته مزرعة الحيوانات الذي يستعمل الحيوانات في تشخيص القصة و تمرير رسائل قوية لمن يهمهم الامر.

    ردحذف
  21. غير معرف13/5/16

    Mounir Bouatia
    انت انسان رائع اخي معبرة جدا

    ردحذف
  22. غير معرف13/5/16

    Abdelali EL Kassimi
    صدقت اخي احمد كلام يحمل الكثير من المعاني والألغار التى تنطبق اليكوك الأدمي تشبيه رائع وقيم يستحق القراءة على نطاق واسع

    ردحذف
  23. غير معرف13/5/16

    جرف الملحة عقارات عقارات
    ...
    رايع رائع جده جدا

    ردحذف
  24. غير معرف13/5/16

    Aziz Guillo
    ما بقي لنا اﻻ ان نحدو مثل البقرة التي اصابتها الطكوكة.لنيل حقنا من الماء الصالح للشرب .ونطلب باغﻻق مﻻعب الغولف وامداد القرى بالماء الصالح.

    ردحذف
  25. غير معرف13/5/16

    Mounir Bouatia
    انت انسان رائع اخي معبرة جدا

    ردحذف
  26. غير معرف13/5/16

    Mohammed Bousraraf
    عظيم خيالك أخي المودن.

    ردحذف
  27. غير معرف13/5/16

    Moatamid Khoudrani
    ...
    سوط تاريخ وحبل جهل ومستقبل بيد اللّه احسنت اخي

    ردحذف
  28. غير معرف13/5/16

    Abde Elouardy
    ...
    Elfahem yefham .olma3na bayen omefhom

    ردحذف
  29. غير معرف13/5/16

    خالد التسير
    ...
    انه المغرب النافع والمغرب الغير النافع لم يخطىء المستعمر حينما اطلقوا هذه التقسيمات على مغربنا الحبيب . والله تمنينا ان يستفيق هذا الشعب من سباته ولكن للاسف لايستطيع فتح فمه الا عند طبيب الاسنان كما قالها فيصل القاسم في احد المرات ببرنامجه الشهير " الاتجاه المعاكس

    ردحذف
  30. غير معرف15/5/16

    Ahmed Zyat
    ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻲ ﺍﺣﻤﺪ.ﺍﻥ ﺗﺴﻮﻍ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻮﺩﻛﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺍﺩﺑﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺳﺎﺧﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔﺷﻲء
    ﻣﻤﺘﻊ.ﺍﻟﻤﺎء ﺑﺠﺒﻞ ﻭﺩﻛﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺐ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .ﺳﺘﺠﻒ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻮﺩﻛﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎ
    ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﻧﺒﻮءﺓ ﺍﻟﻐﻤﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﻣﻴﻴﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻢ ﻗﻨﺐ ﺳﻴﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎءﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ.ﺷﻜﺮﺍ
    .ﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻤﺘﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎﺳﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "