مذكرات التجاني الحلقة الواحدة والثمانون _81 _
"بين الجامعة و الدجاج "
بقلم المودن أحمد
عاد التجاني صحبة أصدقائه من جبل زلاغ، ليتفرغ للدراسة و التحصيل...بعد أيام زار دار الشباب ليمارس هوايته المفضلة...و هنا سيصادف خبرين مفاجئين...فقد أخبره صديقه عبد الكبير بأنهم ينوون تنشيط حفل زفاف لشاب فقير يسكن بحي باب السيفر.
أما الخبر الثاني فهو مفاجئة حقيقية لم يحلم بها التجاني قط في حياته....
حل اليوم الموعود...حمل كل فرد من المجموعة آلته و اتجهوا إلى دار عبد القادر...شاب أسمر في الثلاثين من عمره، يبدو خجولا جدا، إذ تراجع إلى الخلف سانحا الفرصة لأمه و أخواته للترحيب بالفرقة الموسيقية الشابة.
التجاني يحمل " تعريجته " على كتفه ، ابراهيم بيده " دربوگة " ، عبد الكبير يمرر يده على ظهر البنطير في حركات تسخينية...و" الكرز " يسخن بنديرا ثانيا...و الشفاح " يجمع أنفاسه لينفثها في نفار طويل...
وحده التجاني كان مترددا...رغم رائحة الدجاج التي ملأت المكان...
اجتمع المدعوون...و بدأ " الجوق " في تقليد عساوة ...النساء يرقصن على كل الإيقاعات...لديهن عطش كبير للنشاط و المرح ...كادت امرأة بدينة أن تكسر رجل التجاني بعدما عفست عليه و هي ترقص!
أدى ابراهيم كل الأغاني التي يحفظها...في حين يكتفي الآخرون بالرد عليه، ثم يختمون كل أغنية ب " ياو هادي ساعة مباركة فاش تلاقينا..."
ازدادت السهرة تشويقا بدخول رجال و شيوخ سحبوا من الشباب بناديرهم ليطربوا الحضور بالهيت...
كانت فرصة للتجاني و زملائه ليرتاحوا قليلا...و يتناولوا الشاي و الحلويات ...
حوالي الواحدة صباحا ساد صمت رهيب...ثم كثر القيل و القال...كان أهل العروسة أكثر اضطرابا ...يصعدون و ينزلون بالسلالم، فتوسوس الواحدة منهن في أذن الأخرى ...ثم تلا ذلك هرج و خصام في الطابق الرابع...
كان الحفل مقاما بسطح المنزل، بحيث تمت تغطيته بالكامل بالبلاستيك مع إحكامه بوضع قنينات ماء على الأطراف ، كي لا يطير الغطاء...
اشتدت حدة الصراخ لتنقلب إلى قذف و سب سرعان ما تطور إلى تشابك بالأيدي و تبادل الضرب بالصحون و الأكواب ...فجأة مرت قنينة ماء من فئة خمس لترات غير بعيد من رأس التجاني و كأنه صاروخ أرض- جو...
هرب الحاضرون و أفراد الجوق...في حين اختبأ التجاني ببيت ضيق به طنجرة كبيرة يطل من تحت غطائها دجاج محمر كثير...
تمنى لو كان بإمكانه أن يحمل معه واحدة منه و ينصرف سالما...لكن هيهات فالحرب تزداد ضراوة ومن لم يضرب بإبريق يضرب ب "طاوة"...
تسلل التجاني و هو يمسك بتعريجته فوق كتفه، لعلهم يعرفونه فلا ينال عقابا، فسلك بسلام ، وما أن ولجت رجلاه فضاء الدرب حتى ركض قاصدا منزل أخيه " خلوق" الذي لم يكن يبعد سوى بأمتار عن دار العرس...
يوم غد حاول التجاني معرفة سبب تلك الحرب التي ضيعت عليه عشاءه و نصيبه من مقابل احيائه للحفل...فقيل له بأن أهل العروس جاؤوا بدم كذب...
وإلى حلقة قادمة و التي ستحمل تفاصيل مثيرة للمفاجئة الثانية ...
مع تحيات المودن أحمد .
Mfadal El Atifi
ردحذفالتيجاني منشط كببر لكن لم ينتبه إلى مثل هذه الحوادث التي تقع خاصة أثناء الأعراس، فبسبب الدم كاد الحفل ان يتحول إلى مجزرة ويكون التيجاني من بين ضحاياه، فالحمد لله انه وجد اين يختبئ ليخرج سالما من هذه المشكلة ولو انه حرم من الدجاج والفلوس
EL Motaki Souad
ردحذفالمفاجئة الاولى كادت ان تكون عواقبها وخيمة على التيجاني لولا هروبه من المعركة ، فلنامل خيرا في المفاتجئة الثانية ، واريد ان اقول سردك للمذكرة بوصف الاحداث يجعل القارء يعيشها وكانه بطل من ابطالها، فمزيدا من الابداع و الامتاع ، حقا انك تمتعنا بهذه المذكرات فشكرا لك ، بالتوفيق
Ami du Tout
ردحذفنحن متشوقون اخي احمد للمفجأة الثانية التي نتمنى ان تكون خيرا وسلاما على التيجاني.أما المفجأة الاولى فقد خرجا منها سالما رغم كل أحدثها المخيفة وكأننا في حرب دروس على اتفه الاشياء في الاعراف والتقاليد رغم انها هي كل شيء بالنسبة لأهل البنت،فلهذا هم حاولوا طمس الحقيقة لكي يمر كل شيء على مايرام وبسلام،ومريضنا ما عنده باس.دائما تجعل منا كأننا اطراف هذه القصص التي تسردها لانك تقحمنا فيها بذاك الاسلوب السلس والمثير في سرد الاحداث وكأننا مع المجموعة فمزيدا لك من التألق في هذا الميدان والذي اظنه يجري مجرى الدم في عروق انسان جبلي ودكي ابا عن جد.
خالد التسير
ردحذفسرد راءع كعادتك الذي عرفناه من خلال المذكرات تجعلنا نعيش اللحظة التي مر عليها الزمن بحولين واكثر من احداث حياة التيجاني . في الحقيقة جعلتنا نتشوق ونحن نقرا الكلمات فالجمل بعد الاخرى لنكتشف المفاجءات داءما سلمت افكارك يا اخي احمد .
Mohammed Bousraraf
ردحذفالأبداع يزداد حلاوة...
Ab Do Abdo
ردحذفتحية خاصة للتجاني المتعدد المواهب هههههه عندو الزهر ما جاش فيه شي صاروخ ، ومن داك اليوم ما يعاود يحضر التجاني لشي عرس هههههه