21‏/7‏/2016

هجرة بغل من تاونات

هجرة بغل من تاونات

بقلم المودن أحمد من و دكة بغفساي


فوجئ أهل تاونات هذه اﻷيام بموجة غلاء تعرفها " زريبة البهائم " لم يشهدوا لها مثيلا...خاصة الحمير و البغال...
اغتنم اعتنم احميدو فرصة تواجده بسوق اﻷحد فقررالقيام بزيارة ميدانية إلى هذه "الزريبة " التي كثيرا ما حكى عنها التجاني في مذكراته...فكانت المفاجئة!
الحمار بثمن البغل، و البغل بثمن سيارتي أو أكثر سومة منها!
فوجئ و هو يقرأ ذاك الحزن على محيا الحمير...حزن صاحبه عزوف عن ممارسة طقوس المتعة بين الحمير كما حكى عنه التجاني ...
استغرب أكثر و
هو يرى حميرا تباع "مبردعة" و فوق ظهرها قارورات ماء، عليها لافتة صغيرة كتب عليها " حمار جاهز للسقي" ...
اقترب أكثر من الحمير فوجدها " مدبورة" و مبثورة، ألسنتها متدلية، و عظامها بارزة!!!
تساءل مع نفسه :" أأنا متواجد بتاونات بلاد السدود أم أنا في صحراء قاحلة مفقود؟!"
فأجابه بائع حمير و هو يقول: " هنيئا لك أنك مجرد زائر لزريبتنا...ارجع لمدينتك فالعطش هنا يضرب أطنابه..."
بعد أسبوع عاد احميدو إلى المدينة، و قد فاجئه منظر بغل نحيف معتصما بمدارة...هذا البغل لم يكن يختلف عن البغل الذي كان يحكم لجامه بائع البهائم الذي هنأ احميدو لكونه مجرد زائر...

لم يشعر احميدو بهذيانه و هو يردد:
- " أيها المسؤولون ارحموا الحمير و البغال...نحن في حاجة لزيرو عطش قبل زيرو ميكة...أيها المسؤولون الناس بتاونات يريدون ماء...و العاداااااااو الناس كيموتوا بالعطش........"

  
                                                        

هناك 4 تعليقات:

  1. غير معرف22/7/16

    Ali Remmah
    كل الكائنات بربوع إقليمنا تعيش وضعا استثنائيا .

    ردحذف
  2. غير معرف22/7/16

    Mfadal El Atifi
    حتى الحمير كرهت نفسها وملت من الدنيا وتمنت الموت على الحياة في مثل الظروف

    ردحذف
  3. غير معرف22/7/16

    Khadroun Mohamed
    شكرا يا اخ احمد داءما تبهرنا بتقاسيم حكايات تمزج الهزلي بالواقع المعاش

    ردحذف
  4. غير معرف22/7/16

    Sellam Elbjouk
    كيف لمسؤول يسبح في اطنان من الماء التي تستبدل على مدار اليوم. والمكيفات في كل زاوية ...ان تصله رسائل العطشانين الذين يحترقون على نار هادئة؟؟؟؟ جميل ما نكتب وما ننشر ولكن في بلادي الحق ولا يعطى.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "