24‏/7‏/2016

مذكرات التجاني، حلقة مستدركة : " سرقوا لي نعلي يا أستاذ "

مذكرات التجاني، حلقة مستدركة : "  سرقوا لي نعلي يا أستاذ "

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي


فوجئ التلاميذ بصراخ أستاذ الفلسفة وهو يطالبهم بالعودة جميعا للقسم بعد انصرافهم آخر الحصة...استغربوا جميعا من تصرف الأستاذ الذي بدت عليه أمارات الغضب، خاصة و أنه اشتهر بصرامته ، بل حتى ملامحه تجعلك تحكم عليه بأنه فيلسوف ألقي به في غفساي...شعر أسود رث و منسدل، ولحية كلحية سقراط...
ولج التلاميذ من جديد القسم، فوجدوا التجاني يحاول إخفاء رجليه الحافيتين بين أرجل الطاولات...ودون تردد بدأ الأستاذ في إلقاء محاضرته في الأخلاق و التربية، متهما أصحاب هذا التصرف الطائش "بقلة العقل"...
كان للتجاني نعل مصنوع من البلاستيك أو ما يسمى بالصندالة...و لأنه كان يحب مداعبة نعله عن طريق إزالته من رجليه فقد تاه النعل بعيدا عنه كما تاه هو مع ديكارت و نظريته التي تدعو للشك في كل شيء...
التجاني أيضا شك أن حديث تلميذ و تلميذة، يجلسان خلفه، فيه رائحة عشق ، فقد كانت تصل أسماعه كلمات حلوة لا عهد له بها...
التلميذ من أبناء غفساي، و التلميذة بنت أحد أعيانها المعروفين...جميلة و رقيقة، إسمها وحده يكفي لتتيه في أمنياتك و آمالك و أحلامك...
قرر التجاني أن يكتشف حركاتهما بعدما أحس أن تهمة العشق ثابتة عليهما، لكن الشاب كان يستعمل إبرة بركاره فيىخزها في ظهر التجاني قائلا: " شوف ليماك قدامك".
نسي التجاني أمر النعل،  و أعطى الفرصة لأذنيه ليلتقطا ما جادت به قريحة الشاب من معسول الكلام، بل و لم يعد يعرف حتى موضوع الدرس...فخلفه فيلم غرامي مثير ...
انتهى الدرس فبدأ التلاميذ يخرجون تباعا...بحث التجاني عن نعله فلم يجده!!!
أثار انتباه الأستاذ منظر التجاني و هو يبحث تحت الطاولات، ثم سأله:
_ ما بك يا هذا ؟!
_لقد سرقوا نعلي يا أستاذ..."
وبخ أستاذ الفلسفة التلاميذ، ليتسلل أحدهم بعد ذلك خارج القسم...وبعد بحث و سط العشب و الأشواك التي كانت تحيط بأقسام ثانوية الإمام الشطيبي، عثر على النعل و حمله للتجاني الذي أقسم ألا يزيل نعله بقسم ما دام يدرس بغفساي.
و إلى حلقة قادمة بحول الله مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

                                 
                                      

هناك 9 تعليقات:

  1. EL Moudden Ahmed
    تحية خاصة لصديقي أحمد امريزق الذي ساهم بذاكرته القوية في مساعدتي على كتابة هذه الحلقة من مذكرات التجاني...فشكرا له .

    ردحذف
  2. غير معرف25/7/16

    Adil Moudden
    يالها من ايام ، خانتني الذاكرة لم اعد اتذكر اسم الاستاذ
    كانت ايام جميلة، سر جمالها بساطتها

    ردحذف
  3. غير معرف25/7/16

    Mohammed Chaaibi
    فكرتني القصة بحادث طريف وقع لي مع ابن عمي اخ التجاني ليلة عرسه وهو مبرز راكب على البغلة مولاي السلطان بالجلالة والسلهام فماكان مني الا ان احاول سرقة حذاءه من رجليه فنلوم على ذلك الوزراء ديالو لعدم حمايته واخد بالهم منه ويخلصوا الحق لكن توسلات ولد عمي فريد : الله بهديك الله يهديك وهو مطاطا الرأس جعلتني اعدل عن موقفي وارجع له الحذاء حتى لا يترجل وهو حافي الرجلين
    أيام لا تنسى
    اخوكم محمد الشعيبي

    ردحذف
  4. غير معرف25/7/16

    Ab Do Abdo
    ههههه هذه حلقة كانت مفقودة بين الطريق الرابطة بين غفساي و ودكة وجدها السي احمد ليتحفنا بها من جديد ههههه . فما احلى ان تلعب بصندالتك وهي مليئة بالعرق وساخنة ،لذة تستسلم لها النفس خصوصا عندما تلتقي با لكلام المعسول ههههه

    ردحذف
  5. غير معرف25/7/16

    Ami du Tout
    مثل هذه الاشياء تحدث كثيرا الا انها ليست بمثل ماحدث للاخ التيجاني الذي كان منهمكا في السماع لقصة حب تدور راحاها داخل اسوار القسم وأثناء حصة الفلسفة بمعنى آخر كانت فلسفة ذاك التلميذ والتلميذة من نوع آخر الشيء الذي جعل تجاني ينشغل بالكلام المعسول ونسيانة لصنداله الذي أصبح في خبر كان،الكلام المعسول ياأخي احمد يؤدي بصاحبه الى مالا يحمد عقباه وخير دليل النتيجة عند نهاية الحصة وكيف تفاعل معها الاستاذ.ا ذن فهي قصة من قصص المراهقة وبادية تعلم ابجديات الحب والغرام.

    ردحذف
  6. غير معرف25/7/16

    Badre Tajdine
    Fascinante histoire ! Elle englobe l'humour et l'amour, la haine et la trahison. ...la réalité et la philosophie. ....bravo pr tijani qui a pu réciter et tisser des belles histoires que les autres n'ont pas pu le faire....!

    ردحذف
  7. غير معرف25/7/16

    Ali Remmah
    أجمل الذكريات هي ذكرياتنا بالمدرسة ، والأجمل منها هي قدرتنا على التعبير عنها بطلاقة وسلاسة كما فعل سي المودن.
    ملحوظة: أنا باك 89 وخلال دراستي الإعدادية بين 82 و 85 بإعدادية القدس بقرية با محمد ، وكذلك الثانوية بالثانوية التقنية مولاي اسماعيل بمكناس ، كان من غير الممكن أن ترى تلميذا منفردا بتلميذة خارج أسوار المدرسة ، وحتى وإن جلس بقربها في طاولة واحدة كان من غير الممكن أيضا أن يناقشها في أمر خارج عما يدرسانه .
    فهل هذا يعني أنكم كنتم أكثر انفتاحا من في ثانوية الامام اشطيبي؟.
    لم أرى قصص الحب والغرام والكلام المعسول إلا وأنا طالب في جامعة مولاي اسماعيل ، وكانت لا تزال كلية تابعة لجامعة فاس .

    ردحذف
  8. غير معرف25/7/16

    Badre Tajdine
    Toutes les histoires d'amour à cette époque là se faisaient en cachette. Personnellement (bac 87/88) je n'oserais mm pas fixer mes yeux à ceux d'une fille et quant cette dernière me parlait je deviendrai comme une tomate. La timidité était le symbole. .....

    ردحذف
  9. غير معرف25/7/16

    Mohammed Bousraraf
    تحية ل سي المودن أحمد .
    ذكريات الأقسام كثيرة ومتنوعة ، مع ما تحمل من طريف وغيره ، لكن من سيطوعها في قالب أدبي جميل ،غير العارفين أمثالكم سي أحمد.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "