27‏/10‏/2016

قصة قصيرة : نوادر من ودكة...عمي حمان الحكيم: دارتها بيا لامبة

نوادر من ودكة: دارتها بيا لامبة 

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد 

عمي حمان رجل مسكين و متواضع، بل و مُحْتَقَرٌ في الدوار...لا لشيء سوى لأنه وقع في خطأ غير متعمد أفقده هيبته بين رجال وشباب بل و حتى أطفال المدشر ...حكايته طريفة جدا، فقد تزينت له زوجته حليمة بعدما وضعت الحناء بيديها و رجليها...وسوَّكت فمها بجذور الكركاع...فلم يعد عمي حمان يميز بينها وبين القمر الذي كان ينافس ضوءُه ضوءَ " لامبة "...لم يجد وقتا ليطفأ اﻷخيرة، بل خفض مستوى الضوء إلى أن غابت " الفثيلة "...
علق عمي حمان جلبابه فوق  الوتد المدقوق بالحائط ثم رمى بسرواله القندريسي إلى " المستحام "...ولم تكن حليمة أقل شبابا و حيوية منه، فقد قذفت بسروالها إلى حيث شاء له أن يطير...
والبقية تعرفونها...
 قام عمي حمان باكرا ...كان الظلام يستعد للرحيل، حاول إشعال لامبة فوجد الفثيلة هبطت إلى حيث لا يمكن رفعُها...
لبس سرواله ثم جلبابه، وخرج مسرعا، فعليه أن يلتحق بعمله كمياوم في "الشانطي " الذي تقوم مصلحة المياه والغابات بفتحه بالغابة لكي تتمكن من جمع الفلين بجبل ودكة...
شرع العم حمان في عمله و هو يطرد النوم الذي لازال يراوده بسبب ليلته العسلية...
أثار انتباهه ضحك و تغامز باقي المياومين كلما مرُّوا بقربه!!!
كان يقول مع نفسه :" كيف عرف هؤلاء القوم أني لم أغتسل بعد؟!"
ومع مرور الوقت أصبح العمال يشيرون إليه بأصابعهم، ويتحدثون في أذن بعضهم البعض...
نظر إلى جلبابه من اﻷمام والخلف لربما فيه بقايا غائط قطط أو ما شابهه...فلم يجد شيئا!!!
اقترب من أحد الشبان المجاورين له و سأله بصوت منخفض:
- بالله عليك، ما بال هؤلاء القوم يضحكون كلما هممت بحفر اﻷرض؟!
أجابه الشاب وهو يبتسم :
- عندما تنحني يا عم، يظهر أنك تلبس سروال نساء تحت الجلباب...هههه
احمر وجه العم حمان خجلا...وهو يتمتم : " دارتها بيا لامبة "...

 
                               

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف27/10/16

    MOHAMMED BOUSRARAF
    بالله عليك من أين تأتيك هاته الأفكار الطريفة وهي ربما واقع تتحكم في صياغته وبنائه ليسر ويعجب القارئ. أغبطكم سي أحمد . تحياتي.

    ردحذف
  2. غير معرف27/10/16

    عبد الحميد الدويمة
    تحياتي استاذ قصصك رائعة تذكرنا دوما بماضينا الذي أفل رغم حنينا اليه شكرا لك ولقلمك الرزين

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "