الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة!
قصة قصيرة بقلم المودن أحمد
استغرب العم احميذو وهو يستمع لخطبة الجمعة كيف أن الخطيب يقرأ ورقته دون شرح أو تفسير على غير عادته!بل أنه ردد عدة مرات عبارة " الفتنة نائمة، لعن الله من أيقضها"...
ومن كثرة التكرار فقد حفظ احميذو هذه الجملة حتى أصبح يرددها لا إراديا مع نفسه...
صلى الناس وقصد كل واحد بيته...إلا احميذو قرر أن ينفرد بالفقيه ليشرح له معنى هذه الجملة التي كررها دون أن يشرحها بالدارجة كما جرت عادته في كل خطبة جمعة...
كانت إجابة الفقيه مقتضبة :
- هذه خطبة من وزارة اﻷوقاف...عمت الفتنة حسب ما يقولون...
مر يوم الجمعة وجاء السبت، لكن احميذو أصبح أكثر ترديدا لجملته بل وزاد خوفه حينما أكد له الحاج علال أن البلد مهدد بالفوضى كما هو عليه الحال في سوريا و ليبيا و اليمن!!!
بعد صلاة الظهر أصبح احميذوا يحدث الصغير و الكبير عن الغد المظلم الذي يهدد البلد إذا استمرت المسيرات المطالبة بالحقوق، مستشهدا بحديث الحاج علال...
قصد احميدو مجموعة من الشبان يمسك كل واحد منهم بهاتفه فخاطبهم :
- ما الجديد يا شباب.؟ فقد سمعنا أن الفتنة قد عمت...
نظر إليه أحد الشبان باستغراب ثم سأله:
- بالله عليك يا عمي احميذو ماذا تملك أنت حتى تخاف من الفتنة؟!...عندك حمارة و نعجتين و نوالة...وتخاف من الفتنة!...هههههه
ضحك باقي المتكئين على حائط المسجد، مما شجع الشاب على اﻹسترسال في حديثه:
-الفتنة يا عمي احميذو هي أن يسيطر اﻷغنياء و السياسيون على خيرات الوطن لوحدهم...الفتنة هي أن يصبح الظلم عادة و القهر هواية و فرض المزيد من الضرائب أسهل حل...الفتنة يا عمي كلمة يخيفونا بها لأنهم يخافون على أملاكهم ومناصبهم...
فجأة التحق الحاج علال بالجماعة...ودون وعي منه ردد على مسامعهم : " الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها..."
فرد عليه العم احميذو :
- الهم همك يا حاج علال...أنت الذي تملك شاحنات و تستفيد من مقالع الرمال...مع منصب...أما أنا فلا أملك سوى حمارة و نعجتين...ونوالة.
Mohammed Bousraraf
ردحذفتتفنن في الغوص الأدبي كذلك السباح الماهر الذي يلتوي ببراعة وفي لحظات قليلة ، تصل العمق وترجع بفنية وروعة، بينما كاميرات الإعلام تشغل زر العرض البطيء.تحياتي.
Mario Ziani
ردحذفرائع جداً أحسنت قولا
Adnane Merezak
ردحذفغاية في الإبداع. .فعلا مبدعين ومثقفين امثالك أصبحوا عملة نادرة. ..في ضل الواقع المأزوم. .
Abdeltif Errmyly
ردحذفكتابات رائعة ،وأروع ما فيها مواكبتها للأحداث وتوظيف الموروث الشعبي . راااائع اسي أحمد
Abdeltif Ettaouil
ردحذفلقد أحسنت انها قصة رائعة..
Abdelfadil Grimet
ردحذففعلا اصبحت الفتنة الكلمة البعبع.
EL Motaki Souad
ردحذفجميل تناولك لموضوع الساعة بحياد و موضوعية ووعي تام بحيثياته....لا تعليق فانت في نظري اديب و رواءي تتموج في كتاباتك حسب الحاجة و الضرورة لذالك مزيدا من التالق تحياتي
Nordin Nordin
ردحذفقصة راءعة من رواءعك الكثيرة.مزيدا من التالق والعطاء.اما عمي احميذو فقد يشتاق الى( نعسة)هادءة فوق نوالته.
Alilou Zerouali
ردحذفبديعة هذه الكتابة كما عودتنا دائما، لانك صراحة تغوص بنا في دروب الحياة اليومية المعاشة بكل تجلياتها والاجمل ما فيها هو عدم اغفال موروثنا الثقافي الجبلي... مع ملاحظة بسيطة استشفها من هذه القصة
هو اقتصار خوف الناس من ضياع الاملاك
كهاجس اول، دون اكتراثهم بفقدان احبائهم وأبنائهم وأعراضهم كمقام اول....
Mahjoub Rouhi
ردحذفرائع أسلوب في متناول الجميع لديك حس قوي لمادا لا تحترف السيناريو
Hassan El Alami
ردحذفالحق يقال إن القصة منسوجة نسجا تاما لا يأتيها العيب لا من ظاهرها ولا باطنها يرحم الجبلية دميمتاك اخاي
EL Hamzaoui Abdelmalik
ردحذفالقصة تلخص صراع الاجيال . جيل الشمعة والفانوس وجيل الفايس والانترنيت .تحياتي استاذي احمد .
Abdellah Moulalbab
ردحذفواصل عطاءك
Ali Remmah
ردحذفكلما تأخرت عنا في الكتابة ، كلما كان إبداعك من الروعة بمكان ، وأملي ومناي أن أسير على خطاك رغم البون الشاسع .
Lahcen Toukmati
ردحذفاتمنى لكم المزيد من التألق
Möhamed El Möudden
ردحذفchàràftà bilàdinà àkhi àhmad