رأس السنة في رحاب الفقر
بقلم المودن أحمد من تاونات.
استعد احميدو لرأس السنة كما يستعد لمواسم الأداء بمنزله، فبعد موسم أداء الماء و الكهرباء وواجب الكراء و صاحب الدكان ...جاءت نهاية هذا الشهر بزائر فريد ...إنها " حلوة راس العام " كما يحلو للبؤساء أن يسموها...حفظ احميدو ما استطاع من كتب التفسير و ما تضمنته من أحاديث و فتاوي كراهية و تحريم الإحتفال بليلة رأس السنة ما دامت عادة غربية ...
بصراحة لم يكن يهم احميدو حلالها و لا حرامها، بقدر ما كان يرغب في تفادي شراء حلوى تثقل كاهله كباقي المصاريف الممقوتة...
جلس احميدو بين أفراد أسرته يتلو خطبته التي استعد لها كما يستعد خطباء الجمعة كل أسبوع عسى أن يستقيم عود الناس على أيديهم...
ولما انتهى من خطبته سألته ابنته التي كانت طيلة الوقت صامتة :
" اسمع يا أبي نحن نريد هذا العام حلوى أكبر من الحلوى التي اشتراها جارنا لأبنائه.
.."
نظر احميذو حوله فرآى زوجته تبتسم ، أما
أزال جلبابه الأبيض و طربوشه الذي اقتناه له أبوه عند حجه، و خرج لا يلوي على شيء قاصدا المخبزة...
و هناك كانت المفاجئة على لسان عامل بها :
- " آخر حلوى بعتها قبل ساعة من الآن ...معذرة يا عم ..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "