قصة قصيرة للعبرة فقط
تنقيح وتصرف: المودن أحمد
كان رجال القرية يذهبون الى السوق على بغالهم، بجلابيبهم الجميلة وعممهم البيضاء، فيما كان هو بذهب على حماره ويعود متأخرا بطربوشه الباهت وجلبابه البالي.
ذات يوم جاءه كساب ثري من قرية مجاورة يود كراء فناء بيته ليبيت فيه قطيع أغنامه وماعزه، فطلب منه مهلة للتشاور.
وفيما سال لعاب الأب للمبلغ ،مساندا بالاطفال، عارضت الام الامر جملة وتفصيلا ، و اكتفت بنصحه قائلة:
- اذا ابتلاك الله بالفقر فلا تبحث عن الخلاص وسط الازبال.
كانت الغلبة للاب وامضي العقد وسط حفل بهيج اقامه الثري، مقترحا على الاب ان يرعى ابناءه القطيع، وذلك تعاطفا منه حتى يعم الخير على الجميع، واعدا اياه بأضحية العيد.
الأطفال يرعون القطيع ، والأم تكنس الفناء من الازبال، والاب يصرف المبالغ على نفسه،فقد اشترى بغلا ، جلبابا وعمامة، وما أن أصبح يسبق الجميع الى السوق حتى انتقل الجرب من الجديان الى أطفاله، واتسخ منزله ومرضت زوجته وقضمت الماعز أغصان الكروم والتين ، وبات يصرف يمينا وشمالا حتى باع البغل والحمار معه،
قرر عمي عليلو مطالبة الرجل الثري بابعاد قطيعه لكن الأخير واجهه بالعقد الذي بينهما وان سنة أخرى سيقضيها القطيع بالفناء.
و جد المسكين نفسه مرغما على بناء خيمة على اطراف القرية، ثم سكنها هو وأبناءه وبات يمشي للسوق على قدميه ، فيما عزل الثري أبناءه من وظائفهم ،ليجدوا أنفسهم عرضة لاستهزاء الناس و سخريتهم بأن أيصبحوا ينادونهم: " أبناء عليلو لقرع "وذلك لخلو رؤوسهم من الشعر بسبب الجرب الذي اصابهم.
ملاحظة:
- النص الأصلي لكاتب صاعد فضل عدم ذكر اسمه، و التنقيح للمودن أحمد و هي مشاركة منا بمناسبة الحملة ضد مطرح جماعة ودكة.
- عليلو عند أهل جبالة هو تصغير لاسم " علي " .
حميد الگرضى
ردحذفمقال ذكي لمن يعنيه الأمر وذلك لاستخلاص العبر وعدم المجازفة بصحة الإنسان التي هي أعز ما يملك . تحياتي سي أحمد
Ben Ali Oudki
ردحذفتنبيه ذكي ورائع لمن يهمه الامر
شكرا اخي أحمد
Ai Mah
ردحذفسلمت اناملك سي المودن.
EL Moudden Ahmed
وسلمت أنامل من دفع المودن ليحرك أنامله أيضا
Fatima Riane
ردحذفكان عليه اتباع نصح الزوجة.
Ab Do Abdo
قبح الله الفقر
Nezha Cheddadi
رائع
Mostafa Gold
جزاك الله خيرا
Hassan El Alami
ردحذفتحيى أفكارك النيرة التي لطالما تبحرنا في ملاذ تلك الكلمات الغنية بتراث اجبالة ونخوتهم وتاريخهم البسيط الذي كان مليئا بالمحبة والصدق والوفاء للآخر والتازر مع الجميع دائما المشعل يضيء ولو كره الكارهون
تحياتي سي احمد. هذا المقال ينطبق على المثل السائد لبس قدك يواتيك
ردحذفمحمد السباعي
ردحذفنور الله فكرك سي احمد المودن واصل كتاباتك دمت فخرا واعتزازا
Mounir Chakir
كم حسّنت لذّة للمرء قاتلة ... من حيث لم يدر أنّ السّمّ في الدّسم
Lazrak Jaouad Ghafsai
نعم انها قصة رائعة للعبرة. " لبس قدك يواتيك" كما يقول المثل
Tahraoui Chakir
الله يوفق السي احمد قصة جميلة
Sami Rabat
قصة جميلة ذات عبر و معاني شكر لك جزيلا على امتاعنا الله يوفقك
Mohammed Bousraraf
لا خوف على من يمتلك ناصية الكتابة والعبرة لمن يعتبر.
Smouni Mohamed
تحياتي...
..لولا القمصان لقلت ثلاث حبات من البطاطا...!!!؟؟؟.هكذا يفهمها الذين لا يغوصون بين السطور...!!؟؟