من مذكرات التجاني
- الجزء الأول - " الورطة "
بقلم المودن أحمد من ودكة.
بعد ثلاثة عشر عاما من العمل تجمع للتجاني قسط من المال، فكر طويلا قبل أن يقرر شراء شقة بالمدينة ليستثمر فيها ماله...طاف به السمسار " المنشار" كل أزقة الأحياء الشعبية ليقنعه بأن " السفلي " المتواجد قرب المسجد هو الذي تتوفر فيه الشروط التي حددها التجاني، وأهمها عداد الماء و الكهرباء المستقل و حسن الجوار...
كانت الشقة مرهونة...و الراهن يتمسك بعدم تسليم المفاتيح الا بعد أن يتوصل بنقوده المحددة في خمسون ألف درهم، و التي من المفترض أن يأخذها من ثمن البيع...
اتجه الجميع بعد الاتفاق قاصدين مكتب العدول و ذلك بعدما اتصل بهم السمسار " المنشار".
كان مكتبا عاديا يطل على ساحة بحي شعبي... رائحة " الغمال " به تعطي الانطباع على أنه كان مغلقا من قبل...
بعد الاطلاع على خصوصيات عقد البيع سلم التجاني المبلغ المتفق عليه للعدل...
بدأ الأخيريعد النقود، فجأة توقف و خاطب الحضور:
- المبلغ ناقص...مزال خاص خمسة دالمليون....
- هاذيك أنا بنعطيها للراهن ملي يخوي الدار ويعطيني السوارث...
سأل العدل "أبو شعبان" التجاني بنبرة مطمئنة :
- أنت جبلي ياك ؟!
- واه...جبلي...
- منين بلاصة؟
- من النواحي د غفساي...
- جبالة ناس ظريفين...الله يعمرها دار...النية و الحشمة و المعقول...
التجاني لا يعرف شيئا عن عالم التوثيق...بل هي أول تجربة له ...لذا فقد تسلح بآلة تصوير و مسجل صوتي تحسبا لأي طارئ...وضع الآلة بصدره و سجل تفاصيل العملية برمتها.
اتفق البائع والمشتري وأمضيا...وقبل أن ينصرفا طلب العدل من التجاني أن يدفع مصاريف العدول و مصاريف التصريح الضريبي...وقد حددها العدل في **** آلاف درهم...وادعى أنه يبقى مجرد وسيط ينقل المبلغ لدار الضريبة لتسريع عملية الحصول على العقد النهائي.
تردد التجاني قليلا وقرر اﻹتصال بأخيه " الحساين " الذي سبق له أن اشترى شقة وكتب ووثق عقدها عند العدول...الأخير أكد له أن هذا المبلغ ضروري ...
ادعى التجاني أنه لم يبقى بجيبه سوى**** درهم و هو نصف المبلغ المطلوب...سلمها للعدل و طلب منه تحرير ذلك على ظهر الوصل المتعلق بكتابة العقد...
خرج مسرعا نحو مكتبة قريبة و أخذ نسخة على الوصل من الجهتين...ثم قصد بنكا قريبا استخرج من شباكه الأوتوماتيكي ما تبقى من مبلغ التصريح الضريبي، ثم عاد عند العدل مسرعا ليسلمه الباقي...
ودائما و في إطار أخذ اﻹحتياط فقد طلب من " أبي شعبان " تحرير توصله بالمبلغ كاملا مع التوقيع على ذلك...لكن العدل عمل على التشطيب عل حروفه اﻷولى بشكل أخفى معالم المحتوى...ثم كتب " التسجيل خالص " ووقع ثم وضع طابعه، بعد أن أعطى للتجاني مهلة شهر ليكون العقد جاهزا...
مر الشهر ثقيلا و كأنه سنة... وبعد انتهاء المهلة عاد فرحا إلى مكتب العدول ليفاجئ بأنه مغلق...
تكررت الزيارات ودائما المكتب مغلق...والمفاجئة أن الهاتف المتواجد على اللوحة لا يرد...
أما المفاجئة الأكبر فهي توافد العديد من الضحايا و أغلبهم جبليو الأصل و قد و قعوا في نفس الفخ...
ألقى التجاني نظرة على وجوه الصخايا...وردد مع نفسه:
- أيما الحبيبة يا يَمَّا ... مَنَا بْدَارْ مَنَا بَفْلُوسْ...
........... يتبع قريبا .............
Ai Mah
ردحذفلكن حسب علمي فان نبوغ التجاني وذكاءه مكناه من تفادي الاسوا والحصول على العقد ، جميل منك اخي كل هذا وسيستفيد منه كل مقبل على شراء مسكنه.
Abdelillah Elghaydouni
ردحذفههههههه.الحكاية تنطبق على الجبليين القدامى.أما الجبلي الحالي.فلا أظن أنه بالبلاهة دي.جبالة دبا ذكيين بزاف .شكرا
Abdessalam Sabry
ردحذفالقانون لا يحمي المغفلين لكن السي التجاني بفطنته وذكائه الذي فاق ذكار المنشار والعدول قام بتصور كل ما دار بينهم وهذا دليل قادع وحجة ثابتة
عادل العبودي
ردحذففي هذه الحالة السمسار المنشار والعدول مها من يطلق عليهم لفظ العروبي هههه .
ننتظر التتمة سي أحمد بالتوفيق بإدن الله
حكايتك هنه تشبه حكاية الشرحة متمنياتي لك بالتوفيق
ردحذفAdam Amro
ردحذفدمت متألقا السي أحمد
Hassan El Alami
على أية حال فالتجاني ورغم أخذ الاحتياطات فإنه وقع في فخ العدل المزيف
Alaeddine Saadallah
Iwa mcha kolchi wella chnou ???
EL Moudden Ahmed
الجواب في الحلقة القادمة ان شاء الله
عبدالله الزغاري
ردحذفتعرضت لنفس اﻻبتزاز من أبي شعبان+1
ووصلنا ردهات المحكمة (الوكيل العام)
تحياتي السي المودن.
Hamid Mazigh
ردحذفحكايتك هته تشبه حكاية الشريحة ....مودتي إليك خالصة سي أحمد .
Mourad El Betioui
ردحذفدمت شامخا الاخ احمد
Hassan Harti
أنه تفاعل ناجح بين شخوص القصة يوحي بوحدات جديدة في تتمة السياق .بالتوفيق سي أحمد .
Samir Seghyar
دائما تمتعنا أخي الكريم بكتاباتك الجميلة والتي لها طعم خاص للقراء الفايسبوك
Mohamed Ezghari
اجبالة الأن ولاو هم السمسارا المنشار هدشي كان زمان دبا الجبلي في أي ميدان طورو"النية أمشات
Abdelilah Tahir
دمت متألقا أيها المبدع ... تحياتي
Alilou Zerouali
ردحذفاحسست بنزوة انتقامية، عندما اكملت قراءة القصة . 13 سنة عمل تذهب سدئ...!!!؟
Abderrahim Es-saiydy
سرد رائع أستاذ أحمد تحياتي
Ahmed Edardari
حياك الله وبالتوفيق أستاذ وشكرا كل يوم نتوصل بأفكار من عندك
ابو خديجة القريش
سبحان الله مثل هاته يمكن لأي كان ان يقع ضحيتها
كان جبليا او ريفيا او سوسيا او :-).... مع احترامي للجميع
Meh Ali Maroc
ههههه هيا بغاو ايصوطو فيك اسي أحمد.
ولاكن كيبلي راك دكي تحياتي لك أيها المبدع لك العز والنصر.
محمد معروف
ردحذفخدلوا و لكن حسب ما قرانا عن شخصية التجاني انه انسان ذكي و سوف يعرف كيف يتعامل مع هذه الورطة تحياتي سي احمد
طارق حداد
نص ادبي سلس وجميل . تحياتي ودام لك المخيال الابداعي والقدرة على الكتابة