- بالله عليك لم السوق فارغ اليوم على غير عادته؟
فأجابني بحسرة : "الرواج قليل...والسلعة مكيسول فيها حاد...و هذا عنق العام..."
كنت أعتقد أنه يقصد بالسلعة طماطمه و بطاطسه...و لكنه نبهني إلى كساد تجارة الحشيش التي أصبحت مصدر العيش الوحيد بالمنطقة بعدما تخلى السكان عن الفلاحة و تربية المواشي...
نفس الكلام أكده لي ابن الدوار وصديق الدراسة محمد و هو صاحب دكان لبيع المواد الغذائية، إذ أقسم لي أن دفتر الدين عنده قد امتلأ عن آخره...وقد تعدى بعض اﻷشخاص عتبة المليون بل ومنهم من لم يؤدي ما بذمته منذ سنوات بدعوى الركود و قلة المنتوج و ضعف السومة...
حملت أسئلتي و قصدت صخرة وسط جبل ودكة ...
كان المنظر رائعا...طبيعة خلابة...حقول الكيف مخضرة على امتداد البصر، توحي للزائر أنه بجبال اﻷلب أو حقول كولومبيا...
عدت للسوق فناداني شاب من أبناء الدوار ...سلمت عليه فمد لي هاتفا ممتازا طالبا مني إصلاحه...
كان من آخر موديلات سامسونغ وقد أكد لي أنه اشتراه ب 6500 درهم أيام الرواج...حاولت تشغيله فلم يبدي تجاوبا...فتحته فتبين لي أن صاحبنا قد ركب البطارية بشكل مقلوب...أعدت كل شيء لمكانه وسلمته هاتفه،فذهب فرحا...
جيل لديه انفصام في الشخصية |
أما الفلاحين البسطاء فقد خلفوا جيلا لديه انفصام في الشخصية عاش الغنى سنوات قليلة في طفولته واليوم يرى تباشير الفقر فيتغنى بأن العام زين و أن بلادنا هي أحسن البلدان بل أصبح يدس الدسائس للجار و العم و الخال...فقل احترامه للكبير وأصبح يفتخر بأنه أكبرسكير...فنصب نفسه مدافعا عن شموخ الدوار و نسي الطريق المحفر و الصحة المريضة و التعليم المنقرض بل وأصبح يهرول للفوز بجلباب وقالب سكر يتصدق بهما عليه الفائزون بخيرات الوطن،
والغريب أنه مبحوث عنه وغير معترف به سوى كناخب...
مثل هؤلاء القوم يذكرونني بأيام الجفاف حينما كانت اﻹذاعة تبث أغاني من فصيلة " قولوا العام زين "
تساءلت مع نفسي : أأنا غريب بين أهلي أم أني أعيش مع الغرباء؟
مع تحيات عاشق بني زروال و ابنها البار : أحمد المودن
Mouini Mohamed Ali
ردحذفلعل الرسالة قد وصلت إلى العقول الرديئة.اتمنى لو كان احد أهلها معترف بخطئه لقام بطلب المعذرة لكن من الأفظل أن لا يشعر بما نقرأه.اما بالنسبة لمظمون الرسالة فمخلفات العشب الاخضر تركت إرثا ثقيلا حملوه لنا فوق طاقتنا والذي اعلن خراب أمة وشعب بأكمله وليست منطقتنا فحسب واصبحنا شاردين ليل نهار للبحث عن مخرج يغسل وجوهنا المحتشمة لكن ربما فات عنا القطار وكل ما تظمنه المنشور كان روعة في الفكر وما نقاسيه من إقصاء وإرشاء وعبودية وإهانة .وبيع الشرف ب100 درهم كبيع بشر بنفس الثمن.
تحية
Mfadal El Atifi
ردحذفشكرا للذين استفزوا سي احمد لينشر هذه التدوينة الراءعة فأنا جد متيقن انه لولا تلك التعاليق لمأ كتب اخبنا احمد هذا المنشور الذي يعتبر أحسن جواب " اصحاب العام زين" والذبن " يركبون البطاريات بالمقلوب " فبصبح الابجاب سلبا والسلب ابجاب.
وانا اعرف الاخ احمد يركب التحدي أدركت انه سيطلع بمقال في ااموضوع فهو ابن الجبل ويجبد فن التسلق. شكرا صديقي
Alaeddine Saadallah
ردحذفLe problème c'est que vous vivez entre une majorité qui, actuellement, voire depuis longtemps, ne croit pas que pour vivre en paix et avec dignité n'a qu'à voir d'autres sources autre que le cannabis...!
Beaucoup en effet d'entre "eux" souffrent éternellement mais ne cessent nullement pas de s'optimiser tout en croyant fortement que la seule et unique source existante n'est que cette maudite plante.
Nul n'a pu essayer d'autres projets. ...! Nul n'a pu être convaincu qu'il pourrait faire autres choses et pourrait gagner davantage...!
Nul ne pourrait penser à sa dignité, et c'est ce qui est important. ...! C'est malheureux ...!
Tahiyati
Abdo Mrabet
ردحذفتحياتي لك أستاذنا تعودنا على قصصك الرائع التي تلامس الواقع الميؤوس منه في رقعة أرض منسية وكل يوم يزداد بؤسا وحرامان
حميد الگرضى
ردحذفهذه النبتة الخبيثة أفسدت الأخلاق وتسببت في الخصومات حتى بين أفراد الأسرة الواحدة فلم يعد الإحترام والمودة بين سكان الدوار وانتشرت كل المظاهر السلبية والغريبة عن المجتمع كالسرقة والسكر وتعاطي المخذرات بجميع أصنافها . والنتيجة أنه أصبح لدينا أجيالا تربت على الخوف والجهل بالحقوق والواجبات وتخلت عن المطالبة بحقها في التنمية ورضيت العيش في الذل والخنوع
Mohmed Alami
ردحذفتحياتي لك ايها الاخ الكريم وبعد : أن كلامك والوصف الدقيق والموضوعي الذي اخترت له في صباح هذا اليوم ( صحراء غفساي ) وها أنت الآن تواصل ما بدأت به الحديث آنفا ، انا بالنسبة لي لا أخفيك سرا أن كلامك يحرك مشاعري أو بالأحرى يقشعر بدني لأن مثل هذه المبادرة تعتبر سابقة حسب علمي لا أحد استطاع ان يجرؤ رغم أن المنطقة تتوفر على كثير من المثقفين لكنهم منطويين على أنفسهم ولا يملكون الشجاعة الكافية للخوض في المواضيع كهذه. يشرفني أن اتفاعل معك ومع كل شخص سار على دربك ونهجك .
EL Motaki Souad
ردحذفمع الاسف فعلا اصبحت المنطقة تعاني الامرين ما بين استمرارها في الزراعة الممنوعة مع المخاطر المحيطة بها و المكاسب التي لا تجلب الا الويلات او الرجوع لاصلهم لفلاحتهم و حياتهم الهادءة المستقرة ..فعلا خيار صعب خصوصا بعدما تعودوا على الكسب المالي المرتفع ...و ارى ان الرجوع للاصل اصل فلا حياة بلا استقرار
Abderrafia El Alami
ردحذفتصوير رائع لواقع المنطقة ، ومعاناتها مع هذه الزراعة الدخيلة ، لكنني اطلب منكم ومن الغيورين على منطقة بني زروال الاستمرار والتعمق في الكتابة حول هذا الموضوع ، لانه في الحقيقة لا زال الكثير لم يكتب او لم يتم تسليط الضوء عليه ، كتأثير هذا النشاط الاقتصادي على أخلاقيات شباب المنطقة ، وتنامي النزاعات التي تتخذ طابعا عنيفا ، تراجع حفظة القرآن ، وتضرر الملك الغابوي وتقلصه ... الخ
Mohamed Rkhissi
ردحذفبالنظر لمقالك الاخ المودن الذي يرصد واقع الحال بعين متصفحة .. تمنيت لو ترصد في المقبل من الأيام... الانعكاسات الاجتماعية السلبية بسبب النبتة الخبيثة ..شكرا مسبقا.
Abdo Taynza
ردحذفلا حول ولا قوة الا بالله ! صحيح خويا احمد كلنا عشنا دكريات مع أهالينا لما كان العام زين أما السنين الاخيرة مرة عليهم معاناة بالجملة فقر مادي وفكري مشاكل عائلية حدث ولا حرج ..الخ. "نقولو العام زين"
عبدالله الزغاري
ردحذفكل فشل سببه الكيف، من الذي أرغم سكان بني زروال على زراعة الكيف؟ لماذا لم يتركوه؟ خصوصا إن كان يسبب كل هذه البﻻوي. ﻻ يمكن أن نعلق شماعة فشلنا على زراعة الكيف فهي بريئة منا براءة الذئب من دم يوسف. التعليم في الحضيض ﻷن السيد اﻷستاذ ﻻ يقوم بعمله والسيد الوالد ﻻ يحسن تربية اﻷبناء والدولة ﻻ تراقب ، كثرة الديون ﻷن أثمنة المواد اﻹستهﻻكية ارتفعت بشكل صاروخي والسيد المواطن ﻻ يعرف للنضال سبيﻻ.
لنتساءل لماذا سقط الشهداء في أحداث 65و 81و 84 و90 و 2011؟
Hassan Abodi
ردحذفمساء الخير الأستاذ أحمد أصبت الخيل في المقتل مزيدا من التألق والإبداع