28‏/4‏/2016

وراء كل عظيم امرأة، ووراء كل أحمق امرأة

قصة قصيرة: وراء كل عظيم امرأة، ووراء كل أحمق امرأة

بقلم المودن أحمد

توصل التجاني بخبر نزل عليه كالصاعقة...لقد تم ايداع صديقه "السعيد " بمستشفى اﻷمراض العقلية...
لم يتقبل التجاني الخبر، فهو يعرف صديقه جيدا...شاب أربعيني يعمل بشركة و متزوج منذ عشر سنوات...يعيش في سعادة تامة جعلت الناس يلقبونه ب" السعيد "...رزق من زوجته " الضاوية " بولد و بنت...
حمل التجاني قفته و ذهب ليزور صديقه...

بقاعة اﻹنتظار أثار انتباهه أن أغلب الحمقى الذين يأتي بهم أهلهم للمستشفى هم رجال و شباب!!!
ثم جيئ "بالسعيد" و هو يضحك و يقول بصوت مرتفع :"أيها الناس اعلمواأنه وراء كل أحمق امرأة...وراء كل مسخوط الوالدين امرأة...وراء كل حشايشي امرأة..ووراء كل شمكار امرأة..."
لم يستطع التجاني إخفاء ضحكته و هو يرى صديقه يقلد خطيب الجمعة، ليعانقه و هو يقول مداعبا:
-" ما بك يا هذا تركناك وأنت موظف بشركة لنجدك الآن فقيها...فما خطبك؟!"
فأفرغ " السعيد " قلبه قائلا :
" كنت ياصديقي بأسعد حال مع الضاوية الى أن انقطع الضوء فجأة
، فلم أعد أرى شيئا...أثقلت كاهلى بطلباتها...مرة تريد تغيير المطبخ...و مرة تريد تغيير الصباغة ومرة الثلاجة...و مرة المنزل بكامله...تشك في وفائي وتقسو على أبنائي إن مالوا نحوي...تحب المال أكثر مما تحبني...لقد أصبحت بالنسبة إليها مجرد بطاقة بنكية...أفسدت علي حياتي...ما أن ألج المنزل حتى تبدأ شكاياتها...بدأت أهرب للمقهى فتبعتني بمكالماتها...بل أنها بدأت تهينني...تخيل أنها قالت لي " صمت شهرا و فطرت على ضفدع" ..."
لم يكن التجاني ليقاطع صديقه السعيد فهو في لحظة بوح...لذا أعطاه الفرصة ليفرغ مكنون قلبه...
"...تخيل يا صديقي التجاني أنها قالت لي " أنا مزدقت راجل مزداقت ولاد..." و هي التي كانت تقول لي قبل الزواج " اذا لم
أتزوج بك فسأنتحر..."...لم أشعر بنفسي إلا و أنا هنا بالمستشفى و قد قيل لي أنهم وجدوني ألقي خطبة وسروالي مبلل بالب..."حشاك "..."
وهنا قاطعه التجاني سائلا إياه:
-"وما هو نوع العلاج الذي تتبعه هنا؟"
-"إنهم يلقنونني طيلة اليوم هذه الحكمة " وراء كل عظيم امرأة " -" وهل حفظتها؟"
- " نعم حفظت: وراء كل أحمق امرأة...وراء كل مسخوط الوالدين امرأة...وراء كل شمكار امرأة " وكلما جاؤوا بنزيل جديد حفظت شيئا جديدا..."
- هل هذا هو العلاج الوحيد هنا؟
-لا بل يعطوننا أقراصا لنهدأ و ننام...و البارحة أعطوا لكل واحد منا دمية...
-وماذا فعلتم بدماكم ؟
وهنا يبتسم
" السعيد " وهو يرد :
- لقد طلق المتزوج منا دميته...وتزوج العازب منا دميته و بعدها شتتنا الدمى إلى أشلاء وأقمنا لهن جنازة جماعية...رحمهن الله...
فجأة علا صوت ممرض ينبه إلى انتهاء الزيارة...فودع التجاني صديقه و خرج ...ليجد نفسه يقول " وراء كل أحمق امرأة...وراء..."


                                           

هناك 7 تعليقات:

  1. غير معرف28/4/16


    Chamali Assil

    على ما أعتقد ومن خﻻل كﻻمه، أن صاحبنا ليس أحمقا وﻻ عﻻقة له بالجنون..!
    وإنما هو أعقل المجانين!.
    بل حتى لو سلمنا بحمقه، فهو من ألقى بنفسه إلى ذلك..! وما كان يجب عليه فعله، -قبل الوقوع فيما وقع فيه- عندما كثرت طلباتها باستبدال الأشياء، كان عليه أن يستبدلها هي ويرتاح!!

    ردحذف
  2. غير معرف28/4/16

    Abdelfadil Grimet


    أحيانا الحكمة تخرج من أفواه المجانين والحمقى .قصة طريفة وفيه معاني وعبر كثيرة.

    ردحذف
  3. غير معرف28/4/16

    Abdelfadil Grimet

    أحيانا الحكمة تخرج من أفواه المجانين والحمقى .قصة طريفة وفيه معاني وعبر كثيرة.

    ردحذف
  4. غير معرف28/4/16

    .EL Moudden Ahmed


    من خلال ردود الفعل و عدد التعليقات يتبين لي أن جميع الرجال يعيشون في سعادة منقطعة النظير مع زوجاتهم...سعداتكم!

    ردحذف
  5. غير معرف28/4/16

    Chamali Assil


    بل على ما يبدو أن الجميع فقدوا عقولهم، ونقلوا إلى مستشفيات الأمراض العقلية وينتظرون زيارتك السي احمد ههههه

    ردحذف
  6. غير معرف28/4/16

    Charaf Chouaib

    من أحب امرأة فلا يحب حتى الجنون فليترك نافذة يخرج منها .ومن أبغض فلا يبغض حتى الجنون فليترك باب الصلح مفتوح.
    وشكراً

    ردحذف
  7. غير معرف28/4/16

    Badre Tajdine..... Essaid est encore conscient. Ce n'est qu'une période de stresse et d'anxiété passagère. Les comprimés prises au centre hospitalier auraient des effets néfastes sur sa santé. Peu importe la cause qui a conduit Essaid d'aller à l'hôpital il s'avère que la majorité de femmes analphabètes et inconscientes sont vraiment l'origine de toute déstabilisation familiale. Alors là il s'agit d'un autre sujet...! Selon son importance, si Ahmed a le droit d'évoquer le sujet quand il veut ...

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "