16‏/6‏/2016

انتفاضة الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

انتفاضة  الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

بقلم ابن المقفع التوناتي.

انتهى ابن المقفع من ترجمة كتاب كليلة و دمنة لينتبه بعد نشره الى أن فقرة سقطت سهوا من الكتاب، و قد وقف علي في المنام و كلفني بأن أنشر ما سقط سهوا من كتابه، و ذلك على مسؤوليته الخاصة...
كان زائري في المنام يلبس جلبابا و عمامة هي أقرب إلى الرزة الشرقاوية، كان يركب حمارا عليه قرب ماء مصنوعة من جلد الماعز تماما كتلك التي كان يستعملها بعض الگرابة بسوق أحد بني زروال إلى عهد قريب...
مدني بقلم ودواية مليئة  بالصمغ البني القاتم ...ثم قال لي : " اكتب " 
...كان يا مكان...في عهد بن عطشان، عين يسقي منها أهل الدوار...يأتون إليها من كل صوب و حدب راكبين الحمير و البغال، بعدما جفت الآبار و ذاب جليد وعود المسؤولين بجلب الماء الصالح للشرب و مد قنواته...
التقت الحمير و البغال بالعين التي أصبحت كسوق يومي يلجه البدويون...وبينما غرق الناس في صراعهم من أجل ملإ براميلهم بالماء، انفرد حمار مدبور الظهر بباقي الحمير و البغال و خاطبهم قائلا: 
_ يا معشر الحمير و البغال، ألا ترون أننا نقاسي يوميا و نحن نحمل أثقالا ، و لا نشرب من محتوى القرب و القارورات و البراميل إلا ما تفضل به أولياء أمرنا...؟ ألا يمكننا أن نغير هذا الوضع، فنشتكي أمرنا للمسؤولين عن الرفق بالحيوان، على الأقل كي نشرب كما تشرب الخيول بالسهول؟ 
" حرنطت " الحمير بشكل جماعي معلنة موافقتها و مساندتها لطرح الحمار المناضل، صاحب فكرة الشكاية...
ولم تكتف هذه الحمير برد فعلها الطبيعي هذا بل حملت ما فوق ظهرها من براميل و بدونات ، و قصدت دار حاكم الإقليم شاكية باكية ومستنكرة هذا الإهمال المتعمد و الظلم الممنهج، خاصة و أن البلدة بها سد كبير و كثيرا ما يزورها بعض الحمير الزردي في موسم الإنتخابات، فيأكلون التبن و الشعير ثم يخطبون و يعدون و يثرثرون و ينجحون ، فيندثرون ...و بعد خمس سنوات يعودون فيأكلون و شربون ثم ينجحون...و البلدة لا يتغير حالها...لذا فقد قرر الحمير رفض نقل الماء، و على البشر أن يجد حلا لنفسه، و أن يتكلف بمنحها ما يكفيها من الماء ، و إلا فإنه سيتم اعتصام جميع الحمير أمام مقر حاكم البلدة إلى أن يحل المشكل..مع رفض التعامل مع الحمار الزردي ...
احسست بالعطش فقمت من منامي و أنا أتحسس أذناي ، أفوقهما عمامة ابن المقفع، أم هما أذناي حمار ...كان العرق يتصبب علي...فقلت مع نفسي من أين لي بالماء لتعويض العرق،  و أنا الآن بهذه الصحراء المسماة " تاونات"؟؟؟!!!
_ ملحوظة :  أكد لي ابن المقفع أن المقصود بالحمير في هذا النص الحمير الحقيقية و ليس كناية عن بشر. فللبشر فمه ليعبر و يحتج لدى منظمات الرفق بالبشر...
مع تحيات صديقكم المودن أحمد.


هناك 11 تعليقًا:

  1. غير معرف16/6/16

    Mfadal El Atifi
    كنت أتوقع ان مشاركتك ستكون مميزة ومثيرة، وفعلا كان ما توقعت، انه انتقاد لاذع للواقع و هجمة شرسة على من قبل بهذا الواقع المرير، فاذا كان هذا ااحمار المدبور الذي احس بالوجع والألم وقرر ان يؤثر في باقي ااحمير و ان يحسوا هم أيضا بهذه المعاناة ويقرروا خوض عملية نضالية في وجه من يدبر امورهم فان عديد من الحمير رغم انها مدبورة ولحمها انفصل عن عضمها فانها مغلولة مقيدة لا تستطيع الشهيق او ما عبر عنه التحرنيط، الهجمة، شملت أيضا المسؤولين السياسيين الذين يكذبون كل مرة علينا معتبرين اننا مجرد حمير لا نصلح الا للركوب وحمل الاثقال... يقدم لنا الشعير والنبن في اوقات معينة ثم نترك إلى حين بحتاجوننا...... انه التعبير المجازي لانتقاد هذا الواقع المفروض علينا ولا نستطيع رفضه. كما أن الكاتب اراد ان يقول ان العرب هم هكذا منذ زمان لربطه زماننا بعهد بن المقفع صاحب كتاب الحيوان .اخي احمد رمضان مبارك سعيد مع اجمل التحيات

    ردحذف
  2. غير معرف16/6/16

    Amar Taounati
    مادا اقول؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل فهاد المسؤولين الي مكلفين بتدبير اقليم تاونات

    ردحذف
  3. غير معرف16/6/16

    Mohammed Bousraraf
    كنت مضطرا لتوقيف عمل وطيفي مهم لقراءة رواية سي المودن عن الحمير العدية، وحمير الزرد والعطش المتفاقم.
    رائعة , سلامي سي المودن,

    ردحذف
  4. غير معرف16/6/16

    Ahmed Asfouri
    كلماتك اصيلة المنبع حبلى بمعاني الالم المترسب في دواخلنا جميعا .فقدنا الحيلة والقدرة على الفعل ولم نعد نملك سوى الحبر نستجديه كي يصبح في متناول افكارنا المشوشة بما نعيشه من تيه وضياع وغبن على ما الت اليه احوال من نحب من ابناء هدا السجن الكبير اقصد زاوية من زوايا هدا الوطن الدي لم يعد يتسع للجميع ..............تحياتي اخي احمد ومزيدا من التوهج

    ردحذف
  5. غير معرف16/6/16

    Abou Ayyoub
    تحية نضالية عالية رفيقي أحمد أنهم يتعاملون معنا بهذه المنطقة كالقطيع لأننا ا ننتمي للمغرب النافع فقط أيام الانتخابات بالمناسبة ادعو هؤلاء الى الىالقطع مع مهازل الانتخابات هذه

    ردحذف
  6. غير معرف16/6/16

    Ali Remmah
    كما عهدناك ، تطرح المشكل بشكل مشوق ، ونتمنى أن يكون الحل بهذا التشويق أيضا.

    ردحذف
  7. غير معرف16/6/16

    خالد التسير
    احسنت حلما واحسن اليك ابن المقفع في كليلة ودمنة الزروالية

    ردحذف
  8. غير معرف16/6/16

    Abdelkhalak Elouardi
    شكرا أستاذ على تبليغك لصوت الحمير .الذي يبرهن علي وضع بلادنا الخطير .فبعد الجوع هاهو العطش يداهم الفقير. في تاونات صاحبة الأودية والسد الكبير. فهل إلى هذا الحد وصل بالبشرالتهميش و التحقير حتى تخرج عن صمتها البعير؟

    ردحذف
  9. غير معرف16/6/16

    EL Motaki Souad
    رائع اخي احمد ، فالمذكرة تحمل في طياتها معاناة المنطقة و استغلالها سياسيا في قالب ادبي من كناية و تشبيه ,,,,,,فتنوعك في اسلوب الكتابة من السهل البسيط الى الاسلوب الادبي الهادف والمعبر تجعل القارئ ينتظر بلهفة ما وراء السطور، اقول لك رائع و سر على هذا الدرب فاني ارى فيك كاتب روائي بكل المقاييس ، بالتوفيق و التقدم باذن الله

    ردحذف
  10. غير معرف20/6/16

    Hamid Mazigh
    جبتيها في الركنية برافو عليك سي احمد ألف تحية يا أبن مقفع جبالة وشراگة وحياينة

    ردحذف
  11. غير معرف20/6/16

    أنيس الخير
    اللّٰه يخد الحق

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "