28‏/6‏/2016

قريبا "عرس الديب " بتاونات

قريبا " عرس الديب  " بتاونات

بقلم المودن أحمد من ودكة

في الموروث الثقافي المغربي هناك حكمة متكونة من كلمتين...لكن معناها يحمل دلالات كثيرة...بل يمكنك استعمال العبارة للكناية عما تشاء من دون حرج...
فلتسمحوا لي رحمكم الله بتشبيه السابع من أكتوبر القادم بعرس الديب الموعود...
طبعا فأنتم مدعوون لعرس الديب الذي اختار إقليم تاونات غابته التي سيقيم فيها عرسه بعدما قضى مدة من الزمن غائبا بمدن أخرى...
ستكون هناك نعاج كثيرة، و غمام يحجب الرؤية، وقد يكون هناك ضباب و افتراس ، و ربما أمطار وشمس...هذا هو "عرس الديب" في الموروث الشعبي...
ستنتعش تجارة الطبالة و الغياطة و الشيخات...و ستكثر الغرامة...فالذئاب قررت أن ترقص بالسراويل تماما كما نفعل ونحن نحتفل بسروال العروسة العذراء...
سيتخاطف الصغار لالتقاط الحلوى التي يلقي بها الذئاب لمن قتلت المرارة جدار أفواههم من شدة العطش...
قريبا عرس الديب...ومن الآن سيبدأون في تسمين الخرفان، فالذئاب قد يفعلون أي شيء للفوز بالدم ...مالهم و لحيهم ...حلالهم و حرامهم...سيتخلون عن لحمهم ليهبطوا عندنا ليأكلوا معنا "الزعبول" و الكرموص وسيمشون في أسواقنا ، و يعانقون الخرفان بحرارة ...نعم دم العذارى لا يعرف قيمته إلا من جلس على الكرسي و لو لمرة واحدة فقط...
فللكرسي حلاوة كحلاوة الزبيب...تدوم في الفم حتى الموت، بل و يرثها اﻷبناء و الزوجة...
ألا تعلمون أن الذئاب أيضا يتاجرون ؟!
نعم فقد يتاجرون بالدين و بالدنيا ...المهم هو دم العذارى ...
وقد سمعت أنهم يسعون ليجلس كل ذئب على كرسيه أربع مرات على وزن أربع زوجات...
وهذا من حق الذئاب بقوة القانون طبعا...فهل اﻷغنام تسن القوانين؟!
الخرفان خلقت ليطبق عليها القانون...و لترعى اﻷعشاب إلى أن يحين "عرس الديب " .
عرس الديب هذا يبدأ بحملة ، و ينتهي بحملة ...
فأما الحملة الأولى فتتخذ من النفاق سبيلا...أما الثانية فهي الأخطر...إنها حملة استرداد ما تم صرفه في الحملة الأولى ...ثم البحث عن الأرباح و فوائد الأرباح و إفراغ جيوب الخرفان...أو ما يمكن تسميته " الرقص بالسروال " ...
فابشروا ...قريبا " عرس الديب "
مع تحيات المودن أحمد...من ودكة بتاونات.


هناك 18 تعليقًا:

  1. غير معرف29/6/16

    Hamid Mazigh
    هذا من أروع النصوص الأدبية التي قراءتها عنك ، ويستشف من مجراها ومرساها أنك أبحرت بالموضوع في بحر هادئ هنيئا لك سي أحمد

    ردحذف
  2. غير معرف29/6/16

    Jbala Hta Lmoute
    موضوع غاية في الوصف ألا أن هناك ذئاب ما تكون وآخرون

    ردحذف
  3. غير معرف29/6/16

    Jbala Hta Lmoute
    ذئاب ملتحون وآخرون بدون لحي يتشابهون في المكر والخديعة

    ردحذف
  4. غير معرف29/6/16

    EL Motaki Souad
    مذكرة ذات تعبير مجازي محض يعكس صورة واضحة لما عليه مجتمعنا اليوم و هي رسالة حبذا لو نفهم مقصدها ونعمل بها ، اما حان الوقت لهذه الخرفان ان تستفيق من سباتها و تثار لكرامتها وعزة نفسها ؟؟؟؟ كلام له معنى كبير جدا وفي الصميم ، موفق باذن الله

    ردحذف
  5. غير معرف29/6/16

    Abdelgani Eloued
    ما بالهم اذاماتت الاغنام بالحمى القلاعية وعندها لن يجد الذيًاب مع من ترقص في عرسها المنكر هذا ولكن للذيًاب غابة تحتويهم يجب ان تحرق

    ردحذف
  6. غير معرف29/6/16

    Mouini Mohamed Ali
    ما أروعك يا أستاذ أحمد صاحب القلم الذهبي .لقد أثلجت صدورنا بهذا العرس الرهيب الذي بنتظره الجميع وكل منهمك في غيبوبة الذئاب المنتظرة والأغنام عامة هي الحاظرة بقوة في غاباتنا وأسواقنا والرعات انسحبوا إلى ما دون عودة.
    إنه فلم الرعب الذي سيدخل قاعته كل جبلي ويجب أن يكونوا على حذر لأن السكاكين جاهزة.
    لطفك يا رب تأسلموا ولم يستسلمواوالقادم خير.
    تحية شرف.دمت منبرا مشرفا لنا

    ردحذف
  7. غير معرف29/6/16

    Hamid EL Kahcha
    عظييييييم.

    ردحذف
  8. غير معرف29/6/16

    Karim Ferrari
    تحياتي لك أستاذي وصف في الصميم.وهذا هو الواقع للأسف قطيع بلا راعي ودئاب بلا ضمير.لكن الله ولي التدبير.

    ردحذف
  9. أتوقع أن تكون التعاليق قليلة هذه المرة...فالأقلام الحرة هي التي ستعلق...أما الذين يخافون من أحزابهم فلا أعتقد انهم يستطيعون التعليق على نص لا يخدم مصلحة ولاة النعم...

    ردحذف
  10. غير معرف29/6/16

    Ami du Tout
    موضوع يصب في الصميم،لان هذه المناطق المنسية والمهمشة فهي معمولة او مرسومة في الخريطة السياسية على ان حضورها في عرس الديب لهذا الموسم سيكون بكثرة يضاهي مهرجان موازين او يتفوق عليه شيءما من ناحية التجمهور والخروج في حملات اشهارية لهذا الموعد المرتقب.فما على هذه القطعان الا ان لاتخرج لهذا المسخ والضحك على الدقون ان وجدت اصلا، لانهم مغلوب على امرهم اذا لم يحضروا لهذا العرس عن بكرة ابيهم،سوف تمنع عنهم المرعى الابدية الا وهي الفلاحة الجديدة التي تساهم في تكاثر الجريمة والانحلال الخلقي.

    ردحذف
  11. غير معرف29/6/16

    Mostafa Sabigou
    تحية تقدير واحترام استاذنا الفاضل ، اتمنى ان تكون رسالتك صحوة لكل القطعان التي دأبت على اﻻستسﻻم والخنوع للذئاب ان تفعل بها فعلتها كل ما ارادت اﻻحتفال بعرسها، طبعا عرس الديب ياتي بعجاجتو ، حصن نفسك من الطﻻمس التي ترد البﻻد والعباد الى الوراء اسي الناخب ههه مودتي

    ردحذف
  12. غير معرف29/6/16

    Abdeslam Touitou
    قصة جميلة وجد معبرة تلخص لنا واقعنا المزري الذي نعيشه وتعيشه المناطق الجبلية خلال اقتراب موعد الظفر بالكراسي على حساب الأكباش المستضعفة.. .. فهنيئا لك سي احمد على هذا العمل الرائع والمتميز ودمت دائما متألقا و سراجا منيراً لمنطقتنا

    ردحذف
  13. غير معرف29/6/16

    Rachidovitch Nokli
    تحية لأصحاب الضمائر الحية

    ردحذف
  14. غير معرف29/6/16

    عبد الحميد الدويمة
    ومع انقراض ذئاب الغابة ؛ستظهر ذئاب لاتحمل من صفة البشر الا الهندام لتغرر بمن ينتمي لفصيلتها ،وتقتل فيه سيمة الحيوان الأليفة وتجعل منه اضحوكة الدفاع عن برامج هلامية ،فيتحول نباحها ضد شراسة مكر حيوانات الغابة إلى ترحيب وتبجيل حتى ينتهي موسم الصيد وتعود كل أصناف الكاءنات الى اصطياد بعضها البعض..

    ردحذف
  15. غير معرف29/6/16

    Ali Remmah
    موضوع جدير بالاهتمام. ونتمنى ألا يكون عرسا هذه المرة بل مطاردة تسخر فيها أكباش السردي والكلموزي قرونها الملتوية سبع لويات ، للدفاع عن منطقتها وإبعاد الذئاب المتعطشة للحم الغنمي إلى العودة إلى مناطقها حتى يكون العرس المزعوم بردا وسلاما على منطقتنا .

    ردحذف
  16. غير معرف29/6/16

    Mouini Mohamed Ali
    كلمة عرس الذئب كانت خرافة تاريخية أطلقها القداما من الرعات الذين كانوا يسيحون بمواشيهم وأغنامهم في المراعي الشاسعة متزودين بقوتهم على ظهر حميرهم أو في قب جلابيبهم مدعمين بقليل من حبات التين للتحلي وشرب ماء السواقي والغدير بمصاحبة كلب الرفيق الصديق لهم لتنبيههم من وصول التعاليب والذئاب إلى حضيرة المراعي ويكون ذالك غالبا في فصل الشتاء والبرد القارس تكاد الشمس أن تكون فيه منعدمة الوضوح لكثرة الضباب والسحاب والثلوج المتراكمة يمينا وشمالا على كل المرتفعات مما يزيد الطقس أشد برودة فلا تجد الذئاب مئوى لها مما يجعلها تتسلل إلى القطيع بين الشتاء والشمس وهي الصحوة التي تتساقط فيها بعض قطرات المطر مع ظهور ثقب وسط السحاب يرسل أشعة شمسية تنير عقل الرعات وتجف بعض أغصان الدوم والحطب ليتم جمعها من طرف الرعات وإشعال النار للتدفئة.ﻹن تلك اللحظة المتدفئة يكون الرعات منشغلين مع دفئهم وأكل حبات كرموسهم ليستمتعوا بحلاوتها.أذ ذاك يستغل الذئاب فرصتهم للتسلل إلى القطيع والبدئ في المجزرة أما الكلب الحارس الرفيق يكون مسكينا يرتعش بردا وجوعا وغير قادر على اللهث أو إعلان حالة الطوارئ حين شم رائحة الغدر مما يشكل خطورة كبيرة على القطيع في كل المراعي المجاورة.وذئاب البيجيديون شبيهة بذئاب المراعي لا ينتظرون إلا فرص حبات المطر وأشعات شمس الأصيل ليلعبوا بعقول الأغنام الجائعة المنهاكة فكريا وثقافيا ومرقة وزرقة ليرتكبوا أشرس القتل وخطف الخرفان وأكل لحوم ما تشتهيها أنفسهم وتلذ أعبنهم وعرس الذئاب يبقى تحفة للغدر الماكر الذي لا يفرح ولا يبشر بأمل ويتم تجديده كل خمس سنوات لتختفي أعراس الذئاب وتظهر وإعلان إصلاح وتقاعد وزيادة في الأجور ووووحرمان أمة جبلية بأكملها من شرب الماء.كونوا حذرين ممن حرموكم من الماء كحق ثابت ومشروع.
    إلى اللقاء.وتحية لكم وكونوا حذرين مع الذئاب

    ردحذف
  17. غير معرف29/6/16

    Mustapha Jabli
    النعاج في تكاثر يحق للذئب ان يرقص ويفترس كيف يشاء

    ردحذف
  18. غير معرف29/6/16

    Mouini Mohamed Ali
    أحييكم أساتذتنا الكرام.نفتخر بأبنائنا عندما نجد أنفسنا نسبح بينهم في شاطئ ثري بالعطاء والتجديد وقريبا سنسمي منطقتنا هذه منطقة الصمود والإقلاع الثقافي و الأدبي.تحية لكم.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "