2‏/7‏/2016

حكايات من تاونات : القادوس و الفئران

حكايات من تاونات : القادوس و الفئران 

بقلم المودن أحمد من غفساي

كان من عادة التجاني ألا ينام إلا بعد أن يحكي لبناته إحدى" الخرافات "التي كانت جدته تتحفه بها كل ليلة قبل أن تنام  و تتركه ينتظر التتمة...
ذات ليلة ثارت البنات ضده :"كفى خرافات يا أبي نريد أن نسمع شيئا واقعيا "
فكر قليلا ثم أطلق العنان للسانه :
" كان يا ما كان في حديث الزمان، مجموعة من الفئران من سلالة التجان، تبحث عن حقيقة العطش بالدليل و البرهان، بإقليم السدود و المرجان ، إقليم تاونات يا فلان، حيث الهم و الغم بالأطنان، و الشعار هو النسيان ...
قررت الفئران أن تفتح ثقبا بالقادوس الممتد بالحقول، لعلها تفوز بشربة ماء، تروي بها عطش الصيف الحار...
تم حفر الثقب، و لكن الماء لم يخرج منه كما توقعت الفئران!!!
تسائلت فيما بينها و قالت: " قادوس من دون ماء ؟! هذا أمر غريب!!!...في أي أرض نحن ؟ أصحراء هي أم أن الماء تم تحويله لأرض غير موطنه؟ "
أطل فأر من تلة و قال :" يا معشر الفئران ، إني أرى ماء كثيرا بسد كبير ، هنالك غير بعيد عن القادوس..."
كثرت الأسئلة بين الفئران، فوصل الخبر إلى أعلى مركز القرار...ليأتي الجواب الشافي و " المنطقي " :
_ " الماء مادة سائلة من طبيعتها الجريان من الجبال نحو السهول...و من الصعب تغيير هذه النظرية العلمية " المنطقية "
...
اعتقد التجاني أن بناته نامتا فقرر الإنسلال إلى بيت النوم ...و لكن إحداهن فاجئته:
_ و من الذي اكتشف أن الماء لا يصعد إلى الجبال يا أبي ؟
_ إنها وزيرة الماء يا بنتاه ...
.......
 في الصباح فوجئ التجاني ببنته تضع حذاء كبيرا في رجليها ...سألها :
_ ما هذا يا فتاة ؟
 فردت وهي تملأ قنينة ماء:
_ أريد أن أكبر بسرعة، لأصبح و زيرة للماء فأنقل الماء للبوادي و الجبال...فالماء يمكن أن يصعد حتى و إن كان سائلا...بل يمكن أن يصبح بخارا و غيوما...يكفي أن تريد الوزيرة ذلك...
 

هناك 5 تعليقات:

  1. غير معرف2/7/16

    عبد الإله الجوهري
    الله يعطيكم الصحة والراحة على هاد القصة الطفلة اروت عطشنا كما لا ننسى الفئران التي تناضل وشكرا

    ردحذف
  2. غير معرف3/7/16

    EL Motaki Souad
    لتحقيق اي هدف كان ، يجب الصبر و المثابرة حتى تكون النهاية المرجوة ، فعلى الفئران ان يستمرو في طلبهم و يناضلوا بكل الطرق حتى يحصلوا على الماء الحق الضائع ، فما ضاع حق من ورائه مطالب ، سلمت وسلم قلمك ، بالتوفيق

    ردحذف
  3. غير معرف3/7/16

    هذه طفلة وقد أحست بمعانات اهل هذه المناطق المحترقة بحرارة العطش وبغيرة البراءة تمنت متى تكبر بسرعة لتفك الحصار المضروب على هذه الساكنة المهمشة والمحرومة من ابسط وسائل العيش الضرورية دونما الطمع في الكماليات لانهم بسطاء في طبعهم لايريدون الا قطرة ماء وكسرة خبز والهواء الطلق اما الترفيه فهم متخلون عنه لفائدة اهل الحضارة والمغرب النافع.

    ردحذف
  4. غير معرف3/7/16

    Ahmed Machehour
    في انتظار و صول الطفلة الى مركز القرار لفك الحصار عن هذا الاقليم .فالفءران مطالبون بمزيد من النضال و بشتى الوساءل .
    راءع استاذ احمد

    ردحذف
  5. غير معرف3/7/16

    Badre Tajdine
    Tjrs l'imagination confondue de ce qu'englobe ce qui est culturel et politique...!
    Espérons que mme le ministre lisait ces expressions un jour.
    C sûr qu'elle ne prendrait nullement pas le sujet évoqué en considération à force de son emploi du temps bcp plus chargé mais au moins elle pourrait mettre ds la tête qu il existe vraiment des personnes jebli zerouali intentionnellement sont bien au niveau, et en l'occurrence réclament leurs droits. ....! A bon entendre !

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "