مذكرات التجاني الحلقة 84
" نوادر التجاني بدوار تسوفة "
بدوار تسوفة القابع بسفح جبل ودكة الجنوبي، يقطن راعي شاب يدعى "مولاي المفضل " يقول الناس أن نسبه شريف...هذا الراعي الكبير في السن وقع ضحية خدعة نسج خيوطها التجاني صحبة مجموعة من أفراد أسرته...مولاي المفضل أصبح يردد لا إراديا :" ولاد التجاني...ارفعوا " .
بدأت الحكاية حينما توصل ااتجاني و أسرته باستدعاء شفوي لحضور زفاف إبن عمته خديجة الملقب " تحياتي "...قامت العائلة بهجوم جماعي على دوار تسوفة...ليلتئم الشمل و يدأ اﻹستعداد لليلة الحنة، و عندما اجتمع أهل الدوار و الضيوف تم " التركاب " على ضوء القمر و الشموع و " البوطة "، حيث نقلوا العريس على إيقاع الغيطة و الطبل من مسجد الدوار إلى دار العرس...
كان دخان عود القماري الذي دس في طماطم عديدة، يعطي لليل مساحات ضوئية كانت تحيط بالشموع التي وضعت بإتقان في أكواب مملوءة بالطحين، وقد تكلفت بحملها على الرؤوس فتيات في عمر الزهور...
وصل الركب إلى دار العرس، فتكلف التجاني بأخذ صور تذكارية للعريس و وزرائه، قبل أن يبدأ الجوق في إمتاع الحاضرين...
بعد ساعات طاف أخ العريس الملقب ب " الكسوف " على أفراد العائلة القادمين من بعيد ليوسوس لهم بأن عليهم اﻹلتحاق بغرفة منعزلة قصد تناول العَشاء...
طبعا التجاني وباقي أفراد عائلته سيأكلون لحماً، على عكس باقي المدعوين الذين سيأكلون الكسكس بالحليب فقط...
تم إغلاق باب الغرفة بإحكام، ثم اجتمع المحظوظون حول مائدتين...
بمائدة التجاني تبين أنه هناك عنصر دخيل، يبدو أنه التقط اﻹشارة فجاء ليشارك عائلة التجاني "زردتهم " .
لم يكن الغريب سوى "مولاي المفضل " !
شرع القوم في اﻷكل بكل أدب و انظباط، خاصة و أن العرف الجبلي يقضي بضرورة أكل المرق قبل اقتسام اللحم بالتساوي...
نظر التجاني إلى إبن عمه المفضل ثم إخوانه رشيد ، المجاهد و لحسن...فابتسم الجميع، ماعدا مولاي المفضل...
فجأة امتدت يد التجاني إلى المصباح التقليدي - لامبة - وأدار مفتاحه ليغيب الضوء ثلاثين ثانية تقريبا ثم يشتعل من جديد بعد الرفع من مستوى "الفثيلة"...
نظر مولاي المفضل إلى الصحن فلم يجد أثرا للَّحم...ترك الطاولة وخرج يردد:" ولاد التجاني...ارْفَعُوا ارفعوا ارفعوا"...
حكى القصة لكل من صادفه...بل وجعل منها يوم غد نادرة يحكيها لكل الضيوف، شارحا لهم أن اللحم اندثر في رمشة عين كما لو أن الجن رفعه...بل و احتفظ بها ذكرى لسنين طويلة يحكيها لكل من صادفه من سكان المشاع إلى أن توفي رحمه الله.
Ab Do Abdo
ردحذفهههههه ترى ماذا حصل للحم ؟ كيف تم التهامه؟؟
Mfadal El Atifi
ردحذفذكريات جميلة. مع الأسف اندثر كل شئ مع ظهور مظاهر دخيلة على مجتمعنا كالعمارية والنكافة ووو
EL Moudden Ahmed
ردحذفنعم تغير كل شيئ الى درجة أن أصبحنا نستحي من تخطيط هذه المذكرات، لكثرة بساطة مضمونها
Mfadal El Atifi
ردحذفبالنسبة لنا اخي احمد عشنا بعضا من هذه الذكريات ونحن صغارا والتي لا زالت راسخة في اذهاننا ربما نرى هذه الذكريات عادية او بسيطة، لكن بالنسبة لجيل اليوم، جيل الفيس بوك والعمارية وليكوش والالعاب الإليكترونية والبلازما ودانون شئ آخر
Badre Tajdine
ردحذفBeaux souvenirs....! La simplicité donne à ces histoires un goût tellement formidable
Elmouden Ouadie
ردحذفهذه القصص في بساطتها تحوي الكثير من الفوائد : منها أنها تأريخ لفترة ما بعد الثمانينات من أحداث .. وهذه الأحداث قد تكون ذات بعد دولي كالحديث عن حصار العراق واجتياحه .. وقد تكون ذات بعد وطني كالحديث عن ثورة الكوميرا وما رافقها من أحداث ..وقد تكون ذات بعد محلي كما في العديد من الحلقات، ومنها أنها مرآة للثقافة والتقاليد التي نشأ فيها الكاتب، ومنها ايضا أنها تعبير نفسي عن ما كان يحس به الإنسان الجبلي ... صراحة نصوصك مادة خصبة للنقد الأدبي وهناك الكثير ما يقال أخي أحمد
Mohammed Bousraraf
ردحذفالرواية تسلط الضوء على الكثير من العادات والتقاليد والموروث الشعبي، ومنه انطلاق العريس من المسجد (البعد الديني) ،كؤوس الدقيق (الخصوبة)، الشموع (النور والتفاؤل والوضوح )تناول اللحم بعد تناول المرق والخضر ....
عظيم.
Nordin Nordin
ردحذفرغم بساطة هذه القصص الا انها تحكي تاريخ واحداث منطقتنا الحبيبة ؛والتي نفتخر بها. ولا نستحي من ذكرها.على الاقل لم نكن نقلد احدا بل كانت لنا عاداتنا وتقاليدنا الجبلية الخاصة .(الحناء للعريس والعروسة.الصباغة.التركاب.والسواني...) اما اليوم فتغير كل شيء تقريبا .تحية لك لما تكتبه ويربطنا بمنطقتنا الحبيبة.
Mfadal El Atifi
ردحذفتصور لو انقطعت الكهرباء حاليا لبعض الوقت واحضرت لامبا وقلت لأبناء جيل اليوم دبروا اموركم مؤقتا وتصور لو انقطعت البوطا واحضرت الحطب وقلت لهم هيئوا لنا الطعام والخبز ووو كيف سيكون الأمر بدون ان نتكلم عن علوانة والصامت وخبز الشعير....
حميد الگرضى
ردحذفسي أحمد يبدو أنها مؤامرة مدروسة لحرمان المسكين من نصيبه من اللحم
El Gannouni Abdelmoula
ردحذفقد يكون المرحوم المجاهد هو من اوحى لكم بما فعلتم..ربما قد التمس من اصحاب الحفل زيادة القليل من "المريقاث".تحية عالية للاخ احمد المودن على المذكرات والتي لن يتذوفها احد غير ابناء البلدة
Abdelgani Eloued
ردحذفهههه القضية فيها اللحم