زفاف التيجاني - الجزء الثاني -

من مذكرات التجاني 

بقلم المودن أحمد من ودكة بتاونات

يوم السبت مساء انطلق جل أفراد اﻷسرة قاصدين تازة...هنالك بمركز ينتمي لهذا اﻹقليم سيتم حفل الزفاف الرسمي...

قبل ذلك ارتدى التجاني" الكوستيم" اﻷسود الذي زوده به صديقه "حسن"...لكنه لم يكن مرتاحا فيه...لذا استبدله بالكوستيم الذي كان يلبسه أخوه المجاهد رغم أن لونه يميل للأزرق المغلوق...

وصل الضيوف إلى دار العروسة حوالي الثامنة ليلا، تم استقبالهم بحفاوة...و بعدها مباشرة تم الحاقهم بغرفة الضيوف خارج المنزل...و هنا بدأت الحواجز تظهر بجلاء...حواجز العادات...حواجز اللهجة...لا أحد يعرف الاخر...فعم الصمت طويلا...الى أن كسره شاب غريب وقف بباب الغرفة ثم نادى على المجاهد...أخذه الى بيت منفرد ...سلمت عليه امرأة بدينة بصحبتها فتاتان ثم قالت له :
- عرفتي تختار ...العروسة غزالة ...تبارك الله عليك .
 فرد عليها ضاحكا :
- ماشي أنا العريس الشريفة ...خاي هو العريس...مول الكوستيم لزرق والندادر...

بعد لحظات عاد نفس الشخص إلى بيت الضيوف وقال بصوت مرتفع :" فين هو العريس يتكلم ؟ "
قام التجاني وقصد الشاب النحيل والذي لم يكن سوى أخ العروسة ...ثم سأله وهما يمران بسراديب البيت الكبير:
- الله ايحفظك الحبيب قُولِّي كيف أدِّيرو فالعراسات ديالكم...أنا مسبقليش تزوجت و معرفش العادة ديالكم...

فأجابه الشاب النحيف بعصبية:
-غِ زيد اللي قالت لك النكَّافة ديرو....
دخل التجاني إلى بيت النكافة ليجد قمرا في انتظاره...ولولا أنه يعرف حبيبته من قبل لاعتقد أنهم استبدلوها بأخرى...
مع النكافة فتاتان تساعدانها في تزيين العروسة و ترديد " السلام على رسول الله " دون كلل...
عالم النساء عجيب، فهن لا يستحين أبدا...وهذا اﻷمر جعل التجاني يطلق العنان لدعابته ليكتسب ود النساء الثلاث اللواتي كن يضحكن "بالدموع "...بدأت الموسيقى الهادئة ثم تناول العروسين عشاءهما ليتم نقلهما إلى مكان الحفل وسط المنزل...مكان فسيح وشاسع يعطي اﻹنطباع بأن التجاني اختار - دون علمه - بنت أحد أغنياء المركز...
أول ما أثار انتباهه جلوس أفراد أسرته في مكان منعزل عن باقي الضيوف...أحس أنه هناك شيء ليس على ما يرام...اغتنم فرصة خروجه من العرض اﻷول ليتصل بأخيه الحسين الذي أكد له أنهم تعرضوا لسوء معاملة من طرف أحد أفراد عائلة العروسة الذي وجدهم خارج المنزل وسبهم اعتقادا منه أنهم غرباء سكارى جاؤوا ليفسدوا الحفل...
غضب التجاني و بدأ يزيل ملابسه مقررا العودة إلى فاس و ترك الحفل بما فيه...
..... يتيع.....