زفاف التيجاني - الجزء الأول -

  من مذكرات التجاني 

بقلم المودن أحمد من ودكة بتاونات 

حنة التجاني .

كان خلوق مناورا ذكيا، فقد تمكن من تحديد مبلغ الصداق مع أب العروسة في (....) آلاف درهم فقط، وفي المقابل كان أبو نبيلة كريما وسخيا جدا، بحيث قرر أن يتكلف بكل مصاريف الزفاف من أوله إلى آخره...أما التجاني فكان يحمل هما كبيرا، فأهله لا يصدقون أنه لا يملك سوى خمسة الاف درهم فقط....

عاد الخاطبان الى مدينة فاس سالمين، و لم يخفي خلوق اعجابه بعائلة الفتاة وكرمهم وأثر النعم البادية عليهم...

..........................

رجع الحاج من بيت الله الحرام وقد كانت سعادته كبيرة حينما سمع من خلوق ما لم يكن يتوقعه، فدعى لابنه بالفلاح و التوفيق...

.....................................

مرت اﻷيام...ليتم تحديد السبت كيوم للزفاف، ومن غرائب الصدف أنه تم تحديد يوم الجمعة كيوم زفاف ابن عم التجاني وصديق طفولته " المفضل " هذا اﻷخير ولد عند آذان المغرب في حين ولد التجاني عند آذان العشاء من نفس اليوم حسب ما حكته اﻷمهات !!! وهذا يعني أن العائلة ستتشتت بين ودكة وفاس، خاصة وأن

التجاني قد قرر أن يكون زفافه بالمدينة تفاديا للمصاريف الكثيرة التي يتطلبها زفاف البادية، رغم أنه كان يحلم بزفاف تقليدي بالغيطة والبارود و الجوق والغرامة...لكن كان للقدر كلمته.

قامت اﻷسرة بحفل حناء بسيط أحيته الراقصة "الزهرة" وهي شابة مطلقة (...) تسكن مع التجاني بنفس العمارة صحبة أخواتها المطلقات...كانت نجمة تلك الليلة بامتياز فهي تضرب على البندير وتغني على الحاج و تبتسم له، وكيف لا وقد عبر لها عن رغبته في الزواج منها...اﻷم المسكينة تكتفي بالضحك و هي تسمع "الزهرة" تردد على مسامعها :

- " أشوف الحاجة والله احتا نتهلا فيك إيلا قبلتي بيا شريكة..."

فترد عليها أم التجاني مبتسمة:

- " معنداكشي مدير به راه فيه غ اللسان...راه غ كيلهث..."

عائلة التجاني تتميز بشيء مهم للغاية، إنه المرح و الدعابة والفكاهة ...وهذا ما يجعل الحواجز شبه منعدمة بين أفرادها...بل أن اختلاط البدو بأهل المدينة خلق فرجة من نوع خاص...أحد اخوان التجاني يغتنم غياب الحاج فينادي أخاه عبد السلام الذي يرقص مع احدى بنات المدينة :

- وراك فَلْياماخْ أعبسليمو...بالصحة...

فيرد عليه أحدهم من الجانب المقابل:

- واحنا محرومين الحبيب فهاد البادية...شوف الخير دمولانا فينو...

.... يتبع ....