8‏/6‏/2017

العياشي و درويش

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من تاونات

"العياشي" شخص فريد من نوعه يتهمه الناس بولائه لمقدم الدوار...يمده بالأخبار و يوصل رسائله لشيخ القبيلة...صحيح أنه ذو سوابق، بل أن ما يعرفه الخاص و العام عنه أنه من المبحوث عنهم من طرف العدالة... لذا كان يقضي يومه بالغابة مختبئا يترصد الرعاة ويغتنم غفلتهم ليحقق ماربه.
ذات يوم قرر سرقة جدي أو خروف لأحد الرعاة ...وبينما هو يراقبه منتظرا أدنى غفلة منه فوجئ بمنظر طريف...
فقد وصل "السارح" المسمى "درويش " بماعز مشغله والتي تعدت الخمسين رأسا إلى مجال فسيح و أخضر يسميه أهل المنطقة ب " المرجة " به بقر حر يرعى من دون راعي ...بقر يظل يطوف بالجبل لشهور ليعود للدوار متى شاء...وقد يلد بالجبل فيعود مصحوبا بعجوله.
أعجب درويش بمنظر البقر المنتشر و سره تواجد بقرة حلوب من دون عجل...إقترب منها ومدها بعشب كثير إلى أن اطمأنت له، ثم قرر حلبها...لكنها تمنعت ومسكت حليبها ولم ينل شيئا...
ابتعد منها وجال بعينيه في الغابة ليكتشف أنه وحيد مع المواشي...وهنا خطر بباله حل طريف انتقل إلى تطبيقه بسرعة...
فقد أزال ملابسه كاملة، ليصبح كيوم ولدته أمه، ثم اتجه نحو البقرة و هو يمشي على يديه و ركبتيه متقمصا دور العجل ثم دخل تحتها، في حين كانت هي غارقة في أكل كمية العشب التي وضعها " درويش" سابقا أمامها...
رضع اﻷخير الحليب إلى أن امتلأ بطنه...ولم يخطر بباله على اﻹطلاق أنه مراقب...
ولتكتمل الفرجة فقد قامت البقرة باستدارة رأسها حول درويش، القابع تحت ضرعها، وبدأت تلحس مؤخرته بلسانها وهو يرضع في منظر سوريالي جعل "العياشي" ينسى سبب مراقبته للراعي...
أكمل " درويش " جولته بالغابة في حين عاد العياشي إلى أهل الدوار بالخبر الفضيحة ...
تمت محاكمة درويش  بعدما وجهت له تهمة سرقة الحليب و العري العلني ...في حين تمت ترقية " العياشي " لرتبة (...).

 
                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "