17‏/6‏/2017

التهمة : أنت لست غفساويا حقيقيا

كابوس مزعج

بقلم المودن أحمد

ملأت معدتي حريرة واستسلمت لنوم تمنيته خفيفا حتى أقوم بعده و أهيئ ما لذ وطاب كوجبة للسحور ...
قلت مع نفسي لماذا لا أنسى هم اﻷخبار التعيسة التي ترد تباعا، خاصة بعدما شاهدت صورا وفيديوهات نشرها أبناء غفساي ...
انقطع اتصالي بهذا العالم،تماما كمن يفقد ذاكرته.
فجأة وقف علي شخصان ملثمان أعتقدتهما منكر ونكير لكن لباسهما ذكرني بجهازمتخصص في تلفيق التهم...
سألني لطيفهم بعنف:
- إسمك ولقبك وأصلك؟
قلت له والعرق يتصبب على جبيني:
إسمي أحمد المودن وأصلي من غفساي...
فقاطعني عنيفهم والشر يتطاير من عينيه :
- غفساي؟؟؟...يعني زروالي ؟!
- نعم زروالي قح يا سيدي ...لكن و الحقيقة تقال فأنا لست من أبناء غفساي المركز...بل من باديتها...
 في الحقيقة أجبته و أنا أحس باﻹفتخار و لكنه صدمني :
- و ما بال أهل تلك البلدة لا يجتمعون على رأي ...ولا يتفقون على أمر واحد بخصوص أحوالهم ؟ ما بالهم مشتتين متشرذمين ؟!
- يا سيدي والحقيقة تقال ...أجدادنا كانوا رجالا يضرب بهم المثل في الرجولة و اﻹتحاد و عزة النفس ولكنهم خلفوا قوما لازالوا يتصارعون لنيل لقب "إبن غفساي الحقيقي " يخونون بعضهم و يدعون الأهلية في النضال...
هكذا كان ردي و أنا أتذكر ردود أفعال ألغفساويين على مسيرة رفض التهميش ...لكن الملثم فاجئني قائلا:
- وهل أنتم منقسمون إلى هذا الحد؟
فأجبته بعدما عادت بي الذكرى لسنوات الثمانينات عندما كان هناك نوعان من قاطني غفساي :"  الكراي " و " ولاد غفساي"...
- يا سيدي نحن لازلنا في غفساي نبحث إلى يومنا هذا في سلالة اﻷفراد لنعرف من يستحق انشاء التنسيقية ومن لا يستحق...هل أبناء غفساي الحقيقيون ...أم أبناء البوادي المجاورون لقرية غفساي الشامخة...عفوا " لمدينة " غفساي الشامخة ... أم الأساتذة الذين انتهى بهم الأمر بمحطة غفساي...
أمسك الملثم بي و أحكم قبضته على عنقي وقال:
- اسمع يا هذا إنك متهم ...
قاطعته بسرعة :
- وما تهمتي ياسيدي؟!
- تهمتك أنك زروالي ولكنك لست " ولد غفساي حقيقي"...
وهنا قفزت من فراشي وأنا أسمع المؤذن يردد " الصلاة خير من النوم "
 تحسرت كثيرا ولساني حالي يقول : " إيوا تباع غفساي تبقى بلا سحور...الناس حققوا أهداف نضالهم و نحن لازلنا نتبادل التهم حول من يحق له أن يكون في التنسيقية...أيما الحبيبة يا يما "


                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "