14‏/8‏/2017

مغامرات المفتش التجاني - الحلقة 3

بقلم المودن أحمد

                                   الجفاف والخضرة

- الجفاف والخضرة -

الليل بالدوار له طقوس ومظاهر فريدة...أهمها ضوء القمر...و نباح الكلاب بطريقة مخيفة وكأنها ذئاب تعوي...
بمجرد أن وضع التجاني جسده النحيف على فراش سواه على اﻷرض،وأطفأ المصباح، سمع صوتا غريبا يشبه صوت الطائرة عندما تحلق على ارتفاع كبير...ثم تتغير نبرة الصوت ليأخذ شكل زفير الدراجة النارية...
يعلق التجاني مخاطبا أخاه رشيد النائم بجانبه:
- اربي السلامة شنو هاد العجب ؟
- هذا الناموس و شنيولة ديرين اﻹستعراض...فرحانين بك...أدعجبهم اللحم دصحاب المدينة ...
يرد رشيد ممازحا...
رغم حرارة الجو فقد قرر التجاني استعمال غطاء رقيق لتفادي عظات الناموس...ثم يخاطب أخاه:
- و أنت لماذا لا تغطي جسدك ؟!
فيجيبه رشيد بثقة:
- لقد تعودت عليه...لا أهتم به...هذه الليلة سيفرح بك أنت ...ستكون عنده " الزردة ".
مرت تلك الليلة و كأنها شهر بالتمام و الكمال، استيقظ بعدها التجاني حوالي الثانية عشر زوالا...
طلب من مضيفه الماء قصد الوضوء، فأعطاه صاحب الدار سطلا به حوالي نصف لتر واعتذر له عن قلة الماء قائلا :
-رجعنا دقول فالصحرا ...الما بالغرام...غي قبل علينا...البومبة مخدماش، حيت مكيانش الضو...
نظر التجاني إلى محتوى السطل و ابتسم و هو يردد مع نفسه :
- هل سأفرغه بالمرحاض، أم سأستنجي به أم سأتوضأ به؟!!!
نظر يمينا و يسارا ثم قرر اللجوء إلى حقل القنب الهندي المجاور...هنالك ووسط أشجار "خردالة " التي تعدى طولها المترين سيقضي حاجته و سيسمد أرض صاحب الحقل...
ما أجمل الخلوة و سط الكيف...تستعين بشجيراته لإخراج ما استعصى من براز...وتشم رائحة زهرة ذكر الكيف...ثم تبدأ جحافل الذباب في زيارة المكان...
يبتسم التجاني و هو يراقب تصرفات ذبابة زرقاء كبيرة، يسميها أهل البلدة " ذبابة الموت "...فيقول مع نفسه :" ياكما قربثلي الساعة ...أيما الحبيبة
حتى الصبح باقي مصليثوسي".
استعان التجاني بأوراق الكيف في مسح الرواسب...ثم أمعن السمع لصوت فتيات جلسن غير بعيد عنه دون أن ينتبهن لوجوده لكثافة أشجار القنب الهندي المحيطة به...
تقول إحداهن مفتخرة :
- أنا لي أكثر من حبيب و عاشق في هذا الدوار...والله سأجننهم جميعا...
فترد اﻷخرى:
- أنا حبيبي بعث لي تعبئة و قضينا ليلة كاملة نتحدث على الواتساب...
التجاني يسجل ويبتسم...
تذكر حبيبته القديمة بهذا الدوار...سنين من العشق لم يستطع حتى الإعتراف لها بحبه...
يخرج التجاني من خلوته ويخاطب الفتيات الأربع:
- لقد تم تسجيل حواركم بنجاح...
و إلى الحلقة القادمة .

                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "