بقلم المودن أحمد من المشاع/ جماعة ودكة / غفساي
" كهرباء البؤساء "
مظاهر التنمية القروية |
لقد قرر منذ أن ولج الدوار أن ينسى ذاته و شخصيته ويعيش بعقل وقلب التجاني، بل و " بتحرمياته" كذلك...
الساعة تشير إلى الثالثة بعد الزوال...الشمس بكبد السماء تنتظر من يخرج من بيته لتحرقه...
حمل التجاني آلة التصوير ومسجل الصوت وخرج يبحث بالدوار عن صيد يضيفه لرصيده الأثري...
على طول الطريق التي قطعها قاصدا مكانا اعتاد أبناء الدوار و الدواوير المجاورة اﻹجتماع فيه، كان يعيش طفولته من جديد....
يقشر "الهندية "بعد قطعها بيديه مباشرة، ويمد يده للأشجار المتواجدة بجانب الطريق ليقتطف حبات التين الطرية ...
عند منحدر عبارة عن مسلك بين المنازل رأى منظرا أثار انتباهه، إنه يشبه سياسة الدولة إلى حد كبير...عمود كهرباء مال ثم مال ثم سقط...خيوط الكهرباء ممددة على " الزرب " والمصباح زال من مكانه...ابتسم التجاني و هو يتذكر "المصباح " ورمزيته في عرف السياسة...لكنه سرعان ما لعن الشيطان حينما تذكر أنه هنا يتقمص دور التجاني الطفل فقط...
نظر يمينا ويسارا فلم يظهر له أثر لبشر أو حيوان ...أخرج آلة تصويره ثم وثق الصورة عازما إضافتها لمتحفه اﻷثري...
لكن المفاجئة كانت أكبر...
صوت شاب يخاطبه من وراء " زرب ":
- والله وإن بقيت العمر كله تصور، فلا شيء سيتغير في هذا الدوار...نحن هنا منسيون...
استغرب التجاني وطاف ببصره يبحث عن صاحب الصوت ومصدره، ليظهر " الحساين " من خلف كومة حطب ولسان حاله يقول " خلف كل مفتش هناك مفتش يقتفي أثره"...
..................
الزرب : سياج عبارة عن كومة من الحطب يضعه السكان على جنبات حقولهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "