31‏/10‏/2017

حينما ينفجر الجبلي...

" سَمِّيوْهَا الخْطِيَّة "

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد


حينما أطل احميذو من " الكدية " و هو عائد من حقله استغرب لمنظر الناس المجتمعين حول بيته وبجانبهم عدة سيارات رباعية الدفع...
أوقف بغله ، واختفى بين النباتات يراقب من بعيد...
 أعطى لنفسه فرصة لطرح اﻹحتمالات...فإما أن زوجته قد وضعت...أو أن أحدا من أهله قد مات... أو أن ضيوفا قد قصدوا بيته...
امتزجت أحاسيس الفرحة والحزن بداخله و كبر شكه...
أخرج هاتفه من جيبه و ركب رقم أحد أبنائه :
- ياك لباس أمحماذ...شنو ديك البشر حذا الدار؟...
- هاداك المخزن كيستناك تجي، هرب على راسك أبابا...
يجيب اﻹبن و آثار الخوف بادية عليه...
- معندي لاين نهراب أولدي...و شحال قدي نهرب...
يقول احميذو ثم يتساءل :
- مقالولكمشاي علاش جاوْ ؟
- أيقولو ش واحد قا بيك شكاية مجهولة...بلا عندك الكيف...
- يهاد الكيف عندي غ أنا ؟!...ياك الدوار كلو أيحرثو ؟!... يما غلمة غير أنا؟
يتنهد بحسرة و بداخله إحساس بالظلم ...ثم يكمل:
- شوف را واحد البراكة كنت جامعها للسبوع...راها عندي مخبعة بين البطانياث...اعطيها لهم،وقلهم حق ربي الحبيب هذا ميكساب...
تم الحديث مع الوسطاء...فحلت المشكلة...وغادرت السيارات المدشر ...
عاد احميذو لداره وبداخله إحساس بالحزن على فقدان ماله، وإحساس بالفرحة لعدم القاء القبض عليه، خاصة و هو يسمع تهاني سكان المدشر:
- والحمد لله على سلامثاخ أخاي ...راحنا فرحنا لك...
- على سلامثاخ أحميدو ...الفلوس أدمشي و تجي ...لديرشاي فقلبك أخاي...
- راحنا سُوقنَا الخبر و حرثنا لك العرصة من بعد ما قطعنا الكيف اللي كان فيها خضر...
يبتسم احميذو مستهزئا و يردد مع نفسه : " هي حتى العرصة مشاث؟! الله الله ..."
ينظر إلى بطن زوجته المنتفخ و يهذي:  " مشاو فلوس السبوع...مشا شاي جمعت حياتي كلها ..."
ثم يطمئن نفسه " كلشي دبا يخلفو الله "...
بعد أسبوع جاء المخاض...حمل احميدو زوجته في سيارة معدة للنقل السري إلى غفساي...و منها إلى تاونات و منها نحو فاس...
عند مدخل المدينة حاجز أمني ...مراقبة وثائق الركاب ...تنقيط بطاقة احميذو ...ثم وضع اﻷصفاد على معصميه...
- أنت مطلوب للعدالة يا احميذو الزروالي...هناك مذكرة بحث عنك ...
يقول رجل اﻷمن ...فيرد احميذو مستغربا:
- ياك عاد خلصت هاذي وحد السيمانا و عباو الفلوس ومشاو بحالهم...شنو باقي خصهم مني؟
يرد احميذو مستغربا...
- هذا الكلام قله في التحقيق إن شئت...
بعد أسبوع من ايداعه السجن يتلقى مكالمة من زوجته...سؤال عن الأحوال ثم :
- ...راها زدادت لي بنيتة ...شنو نسميوها أحميذو ؟
- سميوها " الخطية " حيث خلقث فبلاد الخطية...سميوها دحبيثو...
ينفجر احميذو...ثم يستغفر الله...
 يمسح دمعة باردة انسالت فوق خده وهو يسمع كلمات زوجته المتقطعة :
- " الله يطلق سراحك الحبيب ديالي...الله يطلق سراحك "
 ثم يقطع الخط ...

 
                               

هناك 21 تعليقًا:

  1. هذا النص كتبته بقلببي وليس بقلمي ...أريد من كل غيور أو متضامن مع أهلنا بالجبال أن يشاركه مع أصدقائه...نريد أن يصل صوتهم فهم يعانون في صمت...

    ردحذف
    الردود
    1. حتى قراؤك السي أحمد يقرؤون بقلوبهم لا بعيونهم أطال الله في عمرك و بارك في مداد قلمك

      حذف
  2. غير معرف31/10/17

    Jbala Hta Lmoute
    قصة تجسد الواقع المرير الذي يعانيه سكان مناطق بني زروال وما يتعرضوا له من ابتزاز منذ دخول النبتة الملعونة إلى المنطقة .تحياتي السي أحمد

    ردحذف
  3. غير معرف31/10/17

    Abdelfadil Grimet
    فعلا واقع مؤلم ،قلتها قديما و أعيد تكرارها.( بني زروال السجن المفتوح.)

    Nabil El Ourigli
    قصة تحكي واقع البلاد من شيكايات مجهولة و طغيان المخزن

    Azeddine El Alami
    قصة رائعة... ومحزنة

    ردحذف
  4. غير معرف31/10/17

    Abou Chama Abou Chama

    Tahiyati li cha3ir jbala merc

    ردحذف
  5. غير معرف31/10/17

    Musta Pha
    فعلا إنك لقصاص رائع دائما ما تتحفنا بابداعتك الرائعة فعلا إنها معانات أهل بلدتنا الزرواليين مع تلك العشبة المنحوسة التي افسدت العقول والقلوب وافسدت على أهالينا امنهم و راحاتهم

    ردحذف
  6. غير معرف31/10/17

    عادل العبودي
    فعلا قصة محزنة هدا مايعيشونه أهل البادية وبالخصوص في منطقتنا الله يصاوب وصافي .

    ردحذف
  7. غير معرف31/10/17

    Kandri Aziz
    الم وحصرة الى ماآلت اليھ طبيعة العيش في ھذھ المنطقة

    Aziz Rabah
    و يستمر injabe خظيۃ في كل سنۃ فلاحيۃ

    ردحذف
  8. غير معرف31/10/17

    Samir Elzahir
    لمحة تعبيرية عن الواقع المر الذي اصبح يعيشه معظم الزرواليين مع كافة اشكال التسلط والذل والفقر والهشاشة والخوف من عفريت المخزنوش تحية حارة وتحية ابداعية لك ايها المبدع قصة محبوكة ببراعة وابداع القاص الزروالي الشامخ شموخ جبل ودكة تحية لك استاذ المودن

    ردحذف
  9. غير معرف31/10/17

    Dahmani Rachid
    قصة تختزل المعاناة اليومية لأهالينا بقبيلة بني زروال السليبة والمنكوبة من طرف المخزن ولا من منقذ شكرا لك على هذا التصوير القصصي الرائع

    ردحذف
  10. غير معرف31/10/17

    Ahmed Tahraoui
    لك الشكر سي احمد على هذه القصة المحزنة التي هي من اعماق المنطقة بامتياز هذا ما عاشوه ويعيشونه اهل منطقتنا والعيش مع العشبة الملعونة التي خربت البيوت والعقول وكهربت امن اهالينا شخبراخ اخاي رود بالاخ هاهما ماجين عنداخ اهرب

    ردحذف
  11. غير معرف31/10/17

    Hamid Merizak
    شكرا سي المودن فعلا هاده القصة تجسد الواقع المر لي الت اليه منطقة بني زروال

    ردحذف
  12. غير معرف31/10/17

    Tahraoui Chakir
    الله يدير شي تاويل

    Hassan El Alami

    إنها الفرحة الممجوزة بالقرح والرومانسية بين الزوجين رغم الصعاب تحياتي لكم أستاذي

    Najat Fariss

    Comme toujours une très belle histoire malgré sa tristesse...Bonne continuation

    Abou Rayan Abderrahime Essabbahy
    اللهم ارزقنا حلالا يا رب اصبح وللاسف البلاد والعباد موبوئين بالنبة الخبيثة ومضارها تطارد اخواننا واهلنا في حلمهم وعلمهم عفى الله عنا وعن ارضنا

    ردحذف
  13. غير معرف31/10/17

    Omar Wild Lblad
    هذا الحشيش ما جر إﻻ البﻻء والويﻻت بعدما كان الناس قانعين بالحﻻل وكانت المعيشة ،رغم بساطتها،تسير بهدوء وحﻻوة وكان الحب والتآخي يسود البلدة والحياة رائعة والخيرات بأنواعها فائضة.... أما وقد حل هذا البﻻء(المخدرات) فقد جلب معه كل البﻻوي(السجن والغرامات والمصائب..).الله يعفو

    ردحذف
  14. غير معرف31/10/17

    Alaeddine Saadallah

    Une belle et fascinante histoire qui decortique la souffrance des jbala et celle de tout ceux qui osé labourer la maudite plante (cannabis) au lieu de semer le blé ds le but de gagner une récolte "halal" et gagner surtout la dignité qui, en tte circonstance est jugée trop chère.
    Merci infiniment si Ahmed d'avoir évoqué ce sujet.

    ردحذف
  15. غير معرف31/10/17

    Abderrahim Chrifi
    بكل صراحة سي احمد تتحفنا
    خليك في هذا المجال القصة والرواية

    Bilal Elwani
    كل زروالي له تذكرة العمرة الا من رحم ربي

    Nabil El Ourigli
    قصة تحكي واقع البلاد من شيكايات مجهولة و طغيان المخزن

    Abderahman Mansouri
    . هادا هو حال سكان بني زروال الدل والعار الله يرود بنا

    Mfadal El Atifi
    تزوجنا من غير ملتنا ، ماذا ننتظر اسي احمد . تحياتي لك

    Youzar Sif
    mb9achi gha hmido li mtlob l3dala bni zrwal kamla mtloba l3dala

    Azeddine El Alami
    قصة رائعة... ومحزنة

    Mohammed Bousraraf
    إبداع مؤثر ومؤلم.

    ردحذف
  16. غير معرف31/10/17

    Mohamad Lahmidi
    نعم أخى الدكتور أحمد قصة مؤثرة تعيشها المناطق الجبلية تعيش الرعب والخوف من مجموعة إسمها المخزن بسبب الشجرة الملعونة وخاصة ساكنة دائرة غفساى برمتها تعيش النكد والزعزعة من بعض الناس هدفهم هوا خلق البلبالة لﻷخرين منهم شكاية مجهولة ومكالمة هاتفية مع الدركيين إنتقاما من اﻷخر بسبب الحسد أو البغد

    ردحذف
  17. غير معرف31/10/17

    Mohcine Echtioui
    قصة تكرس الواقع المزري الذي يعيشه سكان المنطقة من رعب وإبتزاز . مشكور أخي على هذه القصص .

    Med El Oubaidi
    حكي يماهي واقع بئيس يعيشه مزارعو الكيف وعليه صار كل ممتهن لهاته الزراعه متهم حتى تثبت ادانته ـفاللعنه على هذا الواقع اللامحتمل فبسببه انهار كل شئ< اخلاق ,علاقات اسريه , تربيه....الا من رحمه الله ـ

    ردحذف
  18. غير معرف1/11/17

    Abdeslem Elouarith

    ما تكتبه تحف انت زروالي قح اعتز بك مع اصدقائى تجدني اقرأ لهم كل كتاباتك التي تشدني الى البلد

    Ai Mah

    هل هذا خيال أم حقيقة؟ ، لأنه لو كان حقيقة فالمطلوبون للعدالة كثر وليس احميدو وحده، وبالتالي فالمشكلة عويصة عندكم اخاي.
    EL Moudden Ahmed

    خيال أم حقيقة؟!...إنه الواقع في قالب خيالي...أما احميذو فهو مجر رمز ...ولو علمت أن العدد الحقيقي لأمثال "احميدو "تعدى 6000 فرد فحينها ستعرف أنها كارثة.

    Abdeslem Elouarith

    لسيت الدولة التي يجب عليها ان تعيد حساباتها بل المواطن الزروالي الذي لازال يؤمن بمنطق التبعية لمول الشكارة كما تهمين على افكاره فلسفة النفعية والمصلحة الشخصية خصوصا في الانتخابات حيث يمنح صوته لشخص بعيدا كل البعد عن المجال السياسي احصائيات تثبت ان اغلب ممثلي القبيلة في المجالس المحلية ليس لهم اي تكوين مما جعل أطر المنطقة وهي حبلى بهم يختارون الحياد

    Khalid Ez-zghari

    .على ما أعتقد هذه احسن قصة تحكي واقعنا المزري.
    حبذا لو ان أبناء المنطقة تفطنوا لهاته المهزلة وتخلوا عن زراعة الذل وتعاطوا للفلاحة الحقيقية. ما باقي فيها غير السجن.

    ردحذف
  19. غير معرف1/11/17

    Med Alaloui
    وتستمر الحياة الغامض في منطقتنا الكول يخرج من بيته (واحد 50%مغيرجعش. الدار

    Chouaib Abde

    اخي احمد قصة راءعة من الواقع الدي يعيشه الناس في منطقتنا والسبب هي العشبة التي طيحت الدل عليهم بدون فاءدة الزلط بقي بقي وووووو.

    ردحذف
  20. غير معرف1/11/17

    Abdeslam Touitou
    قصة اجتماعية جد مثيرة تحكي مع الأسف الشديد أحوال أهلنا في قبيلة بني زروال والحالة المزرية التي يعيشونها بالإضافة إلى الرعب الذي يواجهونه كل يوم

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "