4‏/11‏/2017

حميذو الجبلي والقمر اﻹصطناعي المغربي


قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من غفساي / تاونات

 


اغتنم احميذو فرصة انقطاع الكهرباء عن الدوار بأكمله كما هي عادته في أغلب ليالي الجبل البئيسة وقرر أن يقصد كديته المفضلة...ليبتعد ولو قليلا عن أنين ابنه المريض.
حمل مذياعه الذي يحتفظ به تذكارا لابنه الأكبر الذي كان جنديا بالصحراء المغربية قبل أن يستشهد بها أواخر السبعينات...
وضع حبات تين يابس "وقرعة " لبن طري بشاكوشه، ثم استأنس بضوء القمر و لجأ إلى كديته.
استوى على صخرة منبسطة وأعطى فرصة لنفسه ليتمتع بالنجوم والقمر و الخفافيش التي تطير دون توقف ...يدندن على  أنغام أغنية وطنية منبعثة من المذياع ويهذي :
- مكاين مايلباق ، ما يلباق ، اللهم انفوجو على قلبنا...
فجأة ينطلق ضوء كبير الحجم من اﻷرض، بعيدا خلف الجبل، و يغوص في أعماق السماء ليصغر حجمه رويدا رويدا...في حين ينبعث صوت من المذياع يقول :
- في هذه اللحظات التاريخية أيها المستمعون الكرام يطلق المغرب أول قمر اصطناعي له وهو الثالث على مستوى القارة اﻹفريقية...نعم أيها السادة الكرام ، ها هو المغرب يقتحم عالم الفضاء...وسيعزز هذا القمر بقمر ثاني سنة 2018 وذلك بقيمة 500 مليون أورو ستتسلمها فرنسا التي صنعت القمرين...
وهنا يقفز احميذو من مكانه وهو يقول :
- الحبايب دالله ، احنا معندنا لطريق لا سبيطار لا مدرسة ...لا ضاو بحال الناس ...أنقلبو على الما بالفثيلة والقنديل ...وهما أيعطيو الملاير لفرنسا باش دبيعنا القزيرة أمصاب غ مدخسرشي فالطريق...أيما الحبيبة يا يما ...ولكن الله يرحم د قال : " يا المزواق من برا آش خبارك من داخل ؟ "
عاد احميذو لبيته الطيني و أشعل شمعة منتظرا عودة الكهرباء ...ثم نام على حصيرة مصنوعة من الدوم وهو يمني النفس بايجاد وسيلة نقل يوصل بها إبنه المريض الى مستشفى المركز الذي يبعد بثلاثين كيلومترا عن مسكنه.
الكاتب أحمد المودن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "