8‏/11‏/2017

وصف غفساي خلال الثمانينيات ( 1 )


قصة قصيرة بقلم المودن أحمد


 عند انتهاء الدراسة يعود التجاني الى المدشر ليمتهن الرعي لمدة ثلاثة أشهر كاملة .
يتبع غنمه ممتطيا حمارة...يلتحق به أقرانه...تختلط المواشي فيما بينها...ويلعب الأطفال "  التورة"وهي عبارة عن قطعة فلين مستديرة الشكل، يضربها الأطفال بالعصا إلى أن يضعوها في حفرة، وحين يصيبهم العياء ، يجتمعون حول التين واللبن...
- عاودنا على غفساي التجاني، كيفاشَنِّي؟

  يتساءل المفضل و هو يزيل زريعة التين من بين أسنانه، لقد كان لهذا الفتى فمًا يستطيع من خلاله أقرانه أن يعرفوا غذاءه وعشاءه...
جلس التجاني مزهوا فوق صخرة ، والأطفال حوله ينتظرون بلهفة لمعرفة مميزات هذه القرية التي لا يعرفون عنها سوى أنه بها سوق الأحد...
 -
غفساي قرية بسيطة، فيها شامة وفاطمة و القناني وجمال وغريبة.
يصمت التجاني قليلا وكأنه لم يعرف عن غفساي سوى حمقاها، ثم يستطرد:
-  أحسن ما في غفساي "الجردة دياب" ففيها ثانوية الإمام الشطيبي التي درست فيها، وبها داخلية نأكل فيها بالمجان، وغير بعيد عنها هناك خيرية، وجنان المضلي...نحن كنا نلعب الكرة في مرجة قرب المقابر...كما أني كنت كثير التنقل بين الجردة و الديوانة مرورا بالگراج...كثيرا ما تستوقفني رائحة الخبز الصادرة من فران " مايندا" ثم أمُرُّ مرور الكرام على مكتبة العمراني ...اقرأ عناوين صحف الاتحاد الاشتراكي أو العلم  أو كيخ كيخ...أنا لم أشتري يوما جريدة ...ولكني كنت أجمعها من المزابل وأقرأها...
كنا نذهب إلى الگراج لنشرب من عين هناك ثم نطل على إعدادية كانت في طور البناء...وأحيانا نذهب إلى سور قريب من محكمة غفساي وقيادته ، لعلنا نفوز بلقاء أحد أبناء الدوار الذين يهوون الدعاوي و " البروسيات " ...وقد نصعد إلى " القشلة " ...بل ونصل إلى " بوشيبة او الزريقة " لما لا ندرس مساء...
 يتوقف التجاني قليلا ليزيل دودة تتوسط حبة تين، ثم يضيف :
-
غفساي لا تختلف عن الدوار سوى ببعض المباني الإسمنتية المتناثرة، وأخرى مغطاة بالقرمود على شاكلة " الدار دبوغابة .
ينظر التجاني إلى أصدقائه فيرى منهم اهتماما كبيرا بوصفه لهذه الأرض التي اكتشفها قبلهم، ثم ينظر إلى الأعلى ...الشمس في كبد السماء ...إنه موعد العودة إلى المنازل لتناول الغذاء ، ثم السباحة في "أفرط" ...يمتطي حمارته، ويهش من فوقها بعصا على غنمه، 

قاصدا منزل أهله...

 ------------ 
يمكنكم الاطلاع على التعاليق حول هذه القصة: هنا 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "