10‏/11‏/2017

دجاجة الأستاذ "القرصي" - غفساي الثمانينيات ( 3 )


بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي / تاونات


وفي الصباح قصد التجاني القسم بعد تناول فطوره بمطعم الداخلية ...فطور تشمئز من قهوته نفوس أبناء الفقراء والأغنياء على حد سواء.
كانت أول حصة عند الأستاذ الملصوحي...أستاذ اللغة العربية الذي جاء إلى القسم سكرانا...اغتنم التجاني الفرصة ليقوم بلقطات بهلوانية ساخرة من الأستاذ الذي شرب حتى ثمل، بل ربما أشرك الليل بالنهار...كانت عيناه ذابلتان و سط جفنين منتفخين ...بل لم يكن يتحكم في الطباشير و هو يحاول أن يكتب تاريخ اليوم على السبورة، و بين الفنة والأخرى يطالب من أحد التلاميذ الانضباط قائلا بصوت ثقيل :

-اجلس مكانك ...يا فتى...
مرت حصص الصباح طويلة، لأن أمعاء التجاني ظلت تستغيث منتظرة وقت الغذاء، ولسوء حظ صاحبنا فقد كان الغذاء مكونا مما لا تشتهي نفسه...اللفت الذي يتناوب مع الجزر في أغلب ما يقدم للتلاميذ من أكل بالداخلية.
وفي المساء كان التجاني وباقي تلاميذ قسمه على موعد مع نادرة من نوادر غفساي...أستاذ الاجتماعيات
"القرصي"ودجاجة أب التلميذ المطرود...فقد هجم الأستاذ القصري على تلامذته منذ اللحظة الأولى قائلا :
- آخر مرة ش واحد يجيب لي باباه عندي للدار، لي بغاني يجي عندي للثانوية.
فقد حدث أن وقعت مشاداة بين الأستاذ القصري و أحد التلاميذ،فطرد الأخير وطلبت منه الادارة إحضار ولي أمره، و حفاظا على كرامة الأستاذ فقد تم اشتراط تنازل الأخيرعن شكايته بعد أن يعتذر له التلميذ وولي أمره...

وفعلا جاء التلميذ بأبيه ولكن الأخير قصد بيت الأستاذ حاملا معه دجاجة...دق الباب ...فتحه السي "القرصي" ...سأل الرجل عن سر الزيارة، فأخبره أنه أب التلميذ المطرود، ثم قدم للأستاذ الدجاجة...استحيا الأستاذ من الأب فطلب منه الدخول... وفعلا دخل، لكن المشكلة أنه لم يخرج...انتظر الأستاذ طويلا إلى أن حل الظلام، فقرر ذبح الدجاجة...بل واشترى قنينتا مشروبات غازية و فواكه، إكراما للضيف...
ولأن الرجل البدوي كان جائعا جدا فقد افترس الدجاجة افتراسا...والتهم الفاكهة، ثم اسمتع بما لذ وطاب من مشروبات...وطبعا ختم كل هذا بطلب إرجاع إبنه المطرود، فكان له ما أراد...لينصرف في الصباح إلى حيث يكتري إبنه غرفة ، ناقلا له الخبر السار.
أفرج الأستاذ
"القرصي" عن ابتسامة عريضة بعد سرد قصته الطريفة الطريفة للتلاميذ وختمها بعبارته الخالدة :
 - آخر مرة ش واحد يجيب لي باباه عندي للدار، لي بغاني يجي عندي للثانوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "