9‏/12‏/2017

كيف ربح التجاني 1300 درهم في أسبوع

المغامر
قصة  بقلم المودن أحمد.
الساعة تشير إلى العاشرة ليلا...وحده التجاني لازال مستيقضا بمنزله...يبدو مضطربا ...يطل على زوجته النائمة ثم يتأكد من نوم اﻷطفال، وبعدها يسل أدواته المخفية بإتقان ويتجه بها إلى المطبخ...
ينظر حوله وهو يمسك قارورة غاز البوتان و آلة قياس، فينظر لثلاجته المعطلة.
كان يعرف أن أي خطأ في تطبيق ما تعلمه بيوتوب لمدة أسبوع سيعني حدوث كارثة، لا قدر الله.
توضأ ثم ودع أفراد أسرته النائمون بنظرات طويلة ومركزة على بناته...تلا الشهادتين ثم دخل إلى مختبره...
جلس على كرسي صغير وسط المطبخ منتظرا نوم كل سكان العمارة...نظر إلى الثلاجة الضخمة المواجدة بقربه فعادت به الذكريات إلى صيف 2011 حينما اشترى هذا الجهاز ليحل مشكل حفظ لحم العيد...من يومها لم يتذكر أنه لاحظ توقف ثلاجته عن العمل...مما أدى إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء بشكل مهول.
ذات يوم قرر التجاني توقيفها بشكل استثنائي بسبب سفره، لكن حين عودته رفضت العمل...استقدم تقنيا، فأكد له أنه ليس بها غاز...ملأها "المعلم " وأخذ 300 درهم وانصرف...
بعد شهر اضطر التجاني لفصل الثلاجة عن التيار الكهربائي لأيام ...وعند محاولة تشغيلها لم تعمل ...
عاد نفس " المعلم " فشحنها بالغاز و أخذ 200 درهم وانصرف ...
ولم تمر سوى أيام حتى تكرر نفس المشكل ...فأرسل " المعلم " أحد المتدربين عنده فأضاف لها الغاز وأخذ 100 درهم....
وبعد عيد اﻷضحى الفارط تكرر نفس المشكل فكاد لحم العيد أن يضيع بكامله...
هنا قرر التجاني تغيير " المعلم " والبحث عن تقني آخر...
جاء الأخير و بعد المراقبة أثبت أن بها ثقبا صغيرا يسبب ضياع الغاز ...لحمه بلصقة الحديد...ثم أفرغ الموتور من الهواء وبعدها شحنه بغاز قال أنه اشتراه ب 250 درهم و أخذ مقابل عمله 100 درهم أي ما مجموعه 350 درهم و انصرف دون أن ينتبه لكاميرا خفية كانت تسجل كل صغيرة و كبيرة يقوم بها...وقد أعطى للتجاني ضمانة سنة دون مشاكل.
مر شهران لتعود حليمة لعادتها القديمة...توقف المبرد...ففرقت الزوجة محتواه على ثلاجات  الجيران...وبدأت المشاكل...
وهنا كان الحل هو شراء ثلاجة أخرى ولو مستعملة....
تم ايجاد واحدة على موقع مختص في البيع والشراء على اﻷنترنت بثمن مناسب وهو 1500 درهم.
قبل اﻹتصال بصاحب الثلاجة كان التجاني يبحث على اليوتوب عن الطريقة المثلى لتعبئة محرك الثلاجة بالغاز...وفعلا قام بتحميل العديد من الفيديوهات و قارنهم بما سجلته الكاميرا الخفية بمنزله...ليقرر المغامرة وإصلاح ثلاجته بنفسه.
قصد ذات صباح دولاب الملابس حيث وضعت زوجته ال 1500 درهم المخصصة لشراء الثلاجة فأخذ منها 200 درهم اشترى بها جهاز القياس وكذا نصف كلغ من غاز البوتان...وهنا بدأت المفاجئات...فقد أخبره بائع الغاز أن الثمن لا يتعدى 140 درهم بالنسبة للنوع الجيد أما  الصيني الصنع فثمنه هو 105 دراهم ...كما نصحه بشراء نصف كلغ فقط فهي كافية ...أ
حس حينها بأنه كان مجرد مغفل طيلة محطات إصلاح ثلاجته...
المهم اشترى اللوازم كلها وها هو اﻵن وجها لوجه مع ثلاجته...إما اﻹصلاح أو اﻹنفجار .
توكل على الله ثم حاول إفراغ "الموتور " من الهواء بطرقه الخاصة ثم انتقل إلى عملية التعبئة مطبقا ما تعلمه على يوتوب حرفيا ...وهنا بدأت الإكتشافات ...
نعم لقد عرف أنه يجب تعبئة الثلاجة هي تعمل ﻷن الضغط حينها يكون أخف...وأن ما يقوله مصلحوا الثلاجات بأن" الموتور"يستوعب كيلوغراما من الغاز خطأ متعمد ...فربما 140 غرام كافية لتعبئته...وبما أن الهواء أخف وزنا من الغاز فيمكن تعبة الثلاجة بأكثر من كيلوغرام واحد على جهاز القياس ثم يتم خفظه بالتدريج إلى أن نصل للمستوى المطلوب وهكذا سنتخلص من الهواء المتواجد بالقنوات بطريقة ذكية....
على كل حال انطلقت عملية التعبئة...فسمع التجاني صوتا مزعجا أصابه بهلع شديد...فجدد الشهادتين...
بعد لحظات هدأ صوت "الموتور " في حين كان التجاني ينقص من ضغط الغاز ...
قام بمراقبة المبرد ليلاحظ انتشار البرودة فيه...فتنفس الصعداء وحمد الله...خاصة لما وصلت درجة البرودة مع مرور الوقت الى درجة التجميد...
ثم انتقل إلى مرحلة البحث عن مصدر تهريب الغاز بواسطة رغوة كثيفة ليكتشف أن المكان الوحيد المحتمل هو فم القناة المزودة بالغاز، فأحكم إغلاقها وأطفأ الثلاجة وقصد مكان نومه.
يوم غد تأكد بواسطة جهاز القياس من مستوى الغاز المتواجد بالثلاجة ليكتشف أنه لم ينقص...ثم أعاد التأكد من عدم وجود تهريب داخلي للغاز ...
شغل الثلاجة فعملت بشكل جيد ...لتتحسن جودة عملها بعد يوم واحد...
تمر اﻷيام فيخير زوجته بين شراء الثلاجة المعروضة للبيع وبين اﻹحتفاظ بثلاجته ...فتختار الإحتفاظ بثلاجتها...وهو ما مكن التجاني من اقتصاد 1300 درهم المحتفظ بها...
انخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 25 بالمائة...وحل المشكل نهائيا...مما جعل الأهل والجيران يستعينون بخبرة التجاني الذي لم يأخذ يوما ولو درهم واحد جراء خدماته،فهو يعتبر نفسه مجرد تلميذ متدرب.
لم يتوقف المغامر عند هذا الحد بل ابتكر رواحة تساعد على تغيير الهواء المحيط بالثلاجة خاصة خلال الصيف و في حالة تواجدها في مكان ضيق، و تعمل الأخيرة كلما اشتغلت الثلاجة و تتوقف عند توقفها...
كما ابتكر آلة بسيطة تسمح له بتتبع التيار في الأجهزة الإلكترونية دون أن يحدث أي احتراق لمكونات الجهاز...
ولازال باب الابتكار الشخصي مفتوحا عند التجاني رغم بساطتها...فنعمة العقل يجب أن نستغلها أفضل استغلال رغم بساطة الإمكانيات...
..........
ملحوظة : تم تفادي ذكر التفاصيل الدقيقة حتى لا نتحمل أية مسؤولية في حالة قيام أي شخص بالتجربة من دون التمكن من الطريقة السليمة لإجراءها...كما أن القصة تبقى نصا أدبيا فقط .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "