16‏/1‏/2018

تعويم الدرهم

بقلم المودن أحمد

جلس احميدو على مقربة من مجموعة من الشباب كانوا يتكؤون على حائط المسجد وهم يحاولون الفوز بصبيب أكبر للتغطية ...فخلال سقوط أمطار الخير لم يتواصل أي واحد منهم مع العالم الخارجي لعدم وجود التغطية بالمنازل ...
المهم أن الله من عليهم بأجداد أذكياء بنوا المسجد في " الكدية " وكأنهم كانوا يتوقعون هذا الكم الهائل من الإهمال الذي تعرفه هذه المنطقة المنسية ...فلا رياح " الغربي " جادت بالتغطية الوردية ولا رياح "الشرقي " أتت بالبرتقالية...
وفجأة صرخ أحد الشبان فرحا :" جاتني ...جاتني "
قفز احميذو من مكانه لشدة الصراخ ، فسأل الشاب:
- ياك لباس أوليدي ...فجعتني...
- جاتني الكونيكسيون أعمي احميذو ...ولله إيلا جات...
يرد الشاب بغبطة ...
- وشنو كيقولوا تما أولدي ؟
- كيقولوا غدي يعوموا الدرهم...
- يا هوما غدي يعوموه فهاذ البرد؟...دبا دلصقلو الترويحة أو الجذام...تكانوا خلاوه يتيمم حسن...
قام الشبان جميعا وابتعدوا عن احميذو، بعدما سخر منه أحدهم قائلا :
- انت قديم شويا أعمي حميذو...
أحس اﻷخير باﻹهانة فرد :
- إيوا فليامنا كنا كنعوموا غي فالصيف...ولا إيلا جددنا اللوضو الكبير...أما دبا غدي يعوموا المغرب كلو ماشي غي الدرهم...أمصاب غي ميغرقشي ...
نظر احميذو حوله فلم يجد أحدا ...وحمد الله أنه لم يغرق بعد...فتخيل نفسه هو يعوم صحبة الدرهم وهما يتجهان نحو القعر كأي شيء ثقيل...

----------------------------
للاطلاع على التعاليق حول هذا النص المرجو الضغط : هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "