3‏/1‏/2018

الدار ديالي...والغابة دالله.

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من المشاع /ودكة/ تاونات


وضع احميذو الجبلي البردعة والشواري على البغل وتفنن في وضع المحراث الخشبي بعينينة الشواري اليمنى، ثم أزكلو الشندة السكة والبذور بالعينينة اليسرى و ركب على بهيمته وانطلق نحو الحقل...
في طريقه أثار انتباهه سرب من السيارات المرقمة بميم وجيم أحمرين، وشاحنتين تحمل اﻷولى شتائلا ،والثانية عددا كبيرا من العمال...
توقف قليلا ليفاجئه صوت جاره عبد السلام المنبعث من خلف صخرة كبيرة :
- واش عرافتي شكون هادوك أحميذو؟
- أللا أعبسلام معرفتمشاي...
يرد احميذو مدعيا بعض الغباء، مما جعل عبد السلام يضيف بثقة
- هاداك راه المخزن جا يغرس اﻷرض ديالو ...
بعد دقائق انتشر العمال في الحقول يحفرون ويغرسون أشجار البلوط والتايدا ويقطعون أشجار الزيتون...
تجمع الناس حولهم يراقبون ويتأسفون خاصة حينما أحاط العمال بمنزل بني فوق أرض كانت إلى عهد قريب غابة كثيفة...
لم يتمالك احميذو نفسه حينما وصلوا إلى حقله فانفجر مخاطبا الحاضرين :
- أعباد الله مالكم ساكتين؟ مكتشوفوهمشاي أيقطعو الزيتون ؟ والدار راها ديالي والغابة دالله.
ليجيبه عبد الرحمان :
- المكسي بحوايج الناس عريان أحميذو...
لكن اﻷخير لم يستسغ هذا الهجوم الذي كان من المفروض القيام به منذ سنوات خلت،فرد قائلا:
- أسيدي إيلا المخزن بغا اﻷرض ديالو...إيوا يعطينا حقنا دالفوسفاط والحوت..و...و....ياك حتى حنا مغاربة...
بعد ثانيتين توصل القائد بمكالمة من المقدم قال فيها:
- راهم نعام أسيدي أيقولوا خصهم حقهم دلانكري والسردين...والغابة راها دالله مشي دالمخزن.

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "