9‏/3‏/2018

خطبة سرقة الدجاج

قصة قصيرة بقلم:

 #المودن_أحمد

أحصى أهل الدوار خسائرهم بعدما هدمت التساقطات المطرية ما هدمت، حمد الناس الله على كل حال وشاهدوا بأم أعينهم سوءة المسؤولين وقد تعرت بعد أن تهدمت القناطر وانجرفت الطرقات وتساقطت أعمدة الكهرباء فعاد الدوار إلى أصله يوم كانت "لمبة " تنير ظلام ليالي أجداده.
توضأ احميذو وضوءه الكبير وأتبعه بالصغير بعدما احتفل ليلة أمس صحبة ارحيمو بعودة الكهرباء للمدشر بعد غياب طويل...
توجه إلى المسجد ليتخذ مكانه في آخر صف بجوار الحاج علال والعم عبد السلام ...
بعد اﻵذان، وقف الخطيب، حمد وشكر الله وصلى على رسوله المصطفى ثم هجم على لصوص الكيف والبقر بخطبة وصلت حد اﻷمر بقطع يد السارق...
تحسس احميذو يديه لاإراديا، وعادت به الذكرى الى غفساي يوم كان تلميذا بثانويتها...هو لم ينسى تلك الليلة الممطرة التي قضاها بحومة بوشيبة صحبة بعض " الكراي ".
كان يوم سبت مساء حين قرر الالتحاق بغرفتهم بحومة بوشيبة...هنالك سيجد أخطر المجرمين بانتظاره: طهيرو، المشعي،المكميلي...و باقي " الكراي" ...
اتفق الجميع على سرقة دجاج شخص يسكن في منحدر يطل على سوق الأحد، كان الدجاج ينام آمنا فوق الزيتون...فجأة سمع صوته و هو يئن " قيق قيق قيق" ...فرح احميذو و باقي المنتظرين، فمن صوته يعرف الدجاج المقبوض...
كانت ليلة بيضاء، فمن سوء حظهم انها كانت دجاجة مسنة ، لم تغير "الطاوة " من لونها، فقد كانت تزداد بياضا كما لو كانت تستحم...

الفقيه يدق بعصاه على المنبربعنف...يستفيق النائمون و يعود احميذو من شروده الى حيث الفقيه لازال يسرد جزاء السارق في الدنيا و الآخرة...في حين عاد الحاج علال الى " غمضته الحلوة ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "