30‏/8‏/2018

أغيلوف

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

لم يكن احميذو عصبيا مثل ما هو عليه اليوم...بعدما عاد من غفساي إلى المدشر...
كسر " الصحفة" و قذف ب " الجونة "المملوءة بالزيت على طول يده نحو " العرصة"...وهش ب" مقراعه " على قط الجيران، فنجا المسكين من ضربته بأعجوبة....
سألته ارحيمو عن سر غضبه، فاتجه نحوها و ألقى بالعجين المخصص للمسمن على الأرض و شتت" أسمسل " ، وانتقل إلى "شطاطو " ليفض بكارته ب "بونية " قوية...
التزمت ارحيمو الصمت، فهي تعودت على حركاته الجنونية هذه...بل أنها سألت يوما فقيه الدوار عن نوع مرض احميذو ، فأجابها أنه إما مصاب ب " القرينة الكحلة " وعليه بالرقية، أو أنه "بداه السعار " وعليها أن تجلب له ماء سيدي لحسن الزغاري...و قد يكون مصابا بداء العصر و هو " أغيلوف " وحينها عليه أن يزور الطبيب...
بعد هدوء احميذو سألته زوجته بلطافة عن سر غضبه و هو الذي عاد للتو من غفساي حيث المقاهي والمسبح و الشوارع التي تمت توسعتها وووو...
فأجابها وهو يضع جلبابه الصوفي الأسود فوق " القسامة ":
كنت أتجول بغفساي فأحسست بألم بمؤخرتي ناتج عن " البواسر "، خاصة وأنني أكثرت من أكل " الهندية " البارحة، قصدت المستشفى، وحينما وصلت، فوجئت بخلق كثير وكأنه يوم الحشر ...طبيبة واحدة وبضع ممرضين، والناس يتصارعون...ويتألمون...لا دواء و لا من يحس بالمواطن...وبصراحة " تغيلفت بزاف "، فلا أنا أستطيع الجلوس بسبب البواسير ولا أنا أستطيع الوقوف نتيجة القبط و الألم...
أخفت ارحيمو ابتسامتها و هي تقول :
- أرا نتوفلخ هاذ البواسر واش كبارين...
فرد عليها و هو " يسوك " لها بأصبعه الأوسط قائلا:
- هاو فيماخ ...لهلاي وصلاخ...متافمشي حتى الفراملي، ماشي بتشوفم انتي...

#أحمد_المودن

 
( الصورة المعدلة بعدسة السي محمد القاسمي)



لقراءة التعاليق المرجو النقر هنا: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "