7‏/8‏/2018

رحلة إلى منفى غفساي

رحلة إلى منفى غفساي

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد.

- البلاذ مزيانة أخاي، ولكن...
بهذه العبارة يبدأ السائق مسيرة المائة وخمسين كيلومترا التي تفصل فاس عن مسقط رأس احميذو...
حاول الأخير إكمال عبارة السائق لكن أسئلة ابنته حاصرته وشغلته:
- أين توجد غفساي يا أبي؟
- هل فيها بحر...و مدينة ألعاب و مخيم صيفي؟
- بل فيها مسبح ومخيم، لا تقلقي يا صغيرتي...ألم تسمعي السائق يقول أن " البلدة جميلة، ولكن..."
- ولكن ماذا يا أبي؟!
يتهرب احميذو من أسئلة ابنته و يعدها بقضاء عطلة ممتعة بجبال غفساي...
أغنية جبلية تنبعث من راديو السيارة:
ساري عينك ويا الغزال، ساري عينك...
مناظر طبيعية خلابة بين الورتزاغ و غفساي تجعل الزائر يحس أنه يعبر جبال الألب...نصب تذكاري يشهد أن أهل المنطقة قاوموا المستعمر...احميذو يحلم ... احميذو يفتخر وهو يشير بأصبعه يمينا ويسارا كمرشد سياحي يقدم بلدته لزوجته التي صاحبته مكرهة...
هنا حدثت معركة " الغديرة الزرقا " و من هنا كان أبي يمر وهو يحمل " كولية " الكيف على ظهره قاصدا فاس صحبة باقي " الحرايفية...
يقلل السائق السرعة عند مدخل مدينة غفساي من جهة " الزريقة "...الغبار يخنق الزوجة والأطفال...أناس بسطاء يحملون أمتعة و آخرون يركبون بالعشرات فوق أسطح سيارات النقل السري...
تفاجئ احميذو حينما وجد الطريق كما تركها قبل سنة!!!
توقف قليلا قرب محطة بنزين غير بعيد عن سوق الأحد...الناس ينظرون إليه و إلى زوجته و بناته وكأنه جاء من كوكب آخر...
تسأله بنته ببراءة :
- لماذا ينظر الناس جميعا إلينا يا أبي ؟!
يطمئنها قائلا:
- الناس هنا يعرفون بعضهم البعض...لذا فهم يحاولون معرفة الغرباء...إنهم يستطيعون معرفتنا من خلال " الشبه "...
تستمر الرحلة بعد التزود ب" القراشل "...
آثار طريق كانت معبدة...لوحات كثيرة تتحدث عن تهيئة الطريق...تتكرر عبارات الإعتذار عن الإزعاج...الغبار يتطاير...الحفر تتناسل...السائق يلعن " اللصوص" ويخبر الركاب أن المقاول ذهب وترك الطريق أسوأ مما كانت عليه...زوجة احميذو تتقيئ وتسأل زوجها:
- هل نحن في المغرب أم في موريطانيا ؟
يبتسم احميذو و يرد :
بل نحن في المنفى يا عزيزتي...هذا المنفى إسمه غفساي...
.......
وللرحلة بقية ...
#أحمد_المودن


 اضغط هنا لقراءة التعاليق حول هذا النص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "