الجزء الأول
بقلم المودن أحمد
قلت لزوجتي وأنا أبرر لها مسألة إعطائي إياها مصروفا قليلا بأن أغلب أهل الجنة هم من الفقراء...و أن الفقراء أكثر سعادة من الأغنياء...أتدرون ماذا كان رد فعلها ؟لقد قامت بالبحث في جيوب سروالي و استولت على محتواها ثم قالت ساخرة :
- وهل هذا الكلام سأقوله للخضار و هو يزن البطاطا بعدما استأسدت و غلت؟
زوجتي العزيزة لا ينفع معها لا الشعر ولا الخطب الدينية بل دائما تختم كلامها بعبارة " أنا تربيت فالخير...متربيتشاي فالجوع "...
رغم كل ما أتعرض له من ابتزاز يومي من طرف أم أبنائي فأنا لا أحزن...على الأقل أنا أفضل حالا من زميلي الغني الذي يعمل معي ...
زميلي هذا ورث ثروة مهمة عن أبيه رغم أن الأخير لازال حيا يرزق...ومرتبه ضعف مرتبي ، وزوجته تعمل...ولكني أسعد منه...فنساء الأغنياء أكثر احتقارا و غلبا لأزواجهن من نساء الفقراء...تخيلوا معي أنها تلاحقه حتى في العمل وتطلب منه أن يشتري التوابل و الخضر و الحفاظات...يقطع المسكين الخط لكنها تعيد الاتصال به فتمرغ أنفه في التراب...بل حتى عند سفرهما معا إلى الخارج يعودان متخاصمين...وربما لهذا السبب هنأني مؤخرا لما سافرت زوجتي فبقيت و حيدا كأنني " عزري الدوار ".
نحن معشر الفقراء نستمتع بالربيع فنتفنن في طهي البقولة و الفول الأخضر و الجلبانة...بل أننا نصبح عاشبين تماما كغنمنا و بقرنا ...
أما الأغنياء فهم لا يعرفون سوى المزهريات الإصطناعية و يستهلكون اللحوم بكثرة...نحن الفقراء لا نأكل اللحم كثيرا ما عدا في عيد الأضحى، ليس لارتفاع ثمنه ، بل لأنه يرفع نسبة الكولسترول في الدم...
نعم نحن نجد لكل شىء غالي سببا لتفاديه...
جاءني زميلي الغني يوما يشكيني تكسير ٱبنه لشاشة هاتفه فأجبته بما تجيبني به زوجتي حينما يكسر أبنائي كأس " ساسبو " أو مرآة : "الزجاج كيدفاع الباس " ...لكن زميلي كان غاضبا جدا فقد كان رده قاسيا حينما قال : " لواه كيدفع الخ..." !
التعاليق حول النص هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "