15‏/5‏/2022

جبلي عند الحاجز الأمني

 جبلي عند الحاجز الأمني

قصة قصيرة بقلم أحمد المودن


توقفت سيارة الأجرة التي ركبها العم عبد السلام عند مدخل المدينة ككل السيارات الأخرى في طابور طويل منتظرة اجتيازها للحاجز الأمني...

تأمل العم عبد السلام المدينة وهو يقارن بين حجمها القديم وهذا التوسع العمراني الكبير الذي أصبحت عليه...

التواجد الأمني الكثيف جعل السائق يعلق:

- يمكن شي حاجة واقعة فالبلاد !

ثم علق راكب في الخلف: 

- هادي راها شي بيعة ...

وصل الطاكسي إلى الحاجز ...طلب الشرطي أوراق السيارة ثم سأل السائق :

- منين جايين ؟ 

- من الجبل الشاف .

يرد السائق بسرعة وكانه تعود على الجواب عن مثل هذه الأسئلة...

يجر شرطي آخر كلبا مدربا فيحوم حول السيارة...يشم العجلات ومحتوى العلبة الخلفية للسيارة ثم الركاب...

بمجرد وصوله إلى مقعد عبد السلام ، بدأ ينبح بقوة ويعض على جلباب الرجل الجبلي ...

- اسرح ...اسرح ...اسرح الله يعطيك السعار...

يقول عبد السلام مخاطبا الكللب الذي رفض فك أنيابه من تلابيب الجلباب...

تم إبعاد الكلب...وإنزال عبد السلام، ثم تفتيشه، بعدها طلب منه الشرطيان تحديد ما يحمله معه من حاجيات بالطاكسي...قنينة زيت وبيض بلدي وزيتون أسود و تين...

تم العبث بكل شيء فلم يعثروا على أي شيء مريب...ثم جاؤوا بالكلب مرة ثانية ليشم الزيت والزيتون والتين والبيض...فلم ينبح ...

ثم عرضوا عليه عبد السلام فنبح من جديد و حاول جره من جلبابه...

احتارت الشرطة في أمره ، فكان قرار كبيرهم أن يحمل مقيدا إلى مفوضية الشرطة للنظر في أمره...

بالمفوضية تم نزع جلبابه ووضعه جانبا ثم فتشوه بدقة فلم يجدوا شيئا !!!

وكان القرار أن يتم عرضه على سكانير لكي يتأكدوا مما إذا كان يحمل شيئا من الممنوعات بمعدته...لكن اقتراح عبد السلام فاجأ الجميع:

- قبل أن تفتحوا بطني ، لماذا لا تأتون بالكلب ليتأكد مرة ثالثة وأخيرة ؟!

سخروا منه جميعا إلا كبيرهم ، فقد تعامل مع الإقتراح بإيجابية، فطلب بإحضار الكلب...

لم يهتم الحيوان المدرب بعبد السلام ولم ينبح...مما زاد من حيرة القوم...فابتسم الرجل الجبلي وقال لهم : 

- اعطوه الجلباب ليشمه...

نبح الكلب من جديد وعض على الجلباب بعنف...

سألوا عبد السلام عن السر فأجابهم وهو يبتسم :

- في الحقيقة لا أعرف السر ولكن التهمة ثابتة على الجبلي والدليل غير موجود...

ضحكوا جميعا ثم أطلقوا سراحه...

عند باب المفوضية أحس ببرد خفيف يتسلل لجسمه فتنفس بصعوبة وقال:

- كنت عارف ديك الگلسة مع عليلو وهو أيدق الكيف ديالو ممدخروجشاي بخير...


#أحمد_المودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "