17‏/9‏/2022

هجرة قروية - ج 3 -

 هجرة قروية ج 3

بقلم أحمد المودن

 عبد السلام المُغَرِّق 

مرت الأيام والأسابيع الأولى وكأنها أعوام على عبد السلام وزوجته، إذ لم يجدوا مقاعدا لأبنائهم بالمدارس إلا بعد محاولات ووساطات، لكن الحظ حالفهما في إيجاد عمل جعلهما يوفران بعض الضروريات...وها هو الآن فوق السطح يركب الصحن الهوائي.

أضواء طنجة تتلألأ وتمتد على مد البصر...الليل يعطيها جمالا ورونقا جعل عبد السلام يدندن:

- طنجة يا العالية، عالية بسواريها...أولايلاه... 

فجأة يرن هاتفه

-ألو...

- ألو ...

شكون معايا؟...شكون تنا؟

- أنا احميذو...واش نتنا عبسلام؟

- واه عبسلام ، أشخبارك الحبيب؟ وشخبار الدشار ومواليه؟

- الدشار خوا الحبيب، بقيث فيه غي أنا والمقدم والشيخ والفقيه...ههه

- ايوا شوف شي ميثاين وسبعة وهز الرحيل ديالك وأجي...

- أودي أعبسلام مَسْخِثْشاي بالبلاذ أخاي...

- بيع ديك المْطايَر، وديك البهايم وأجي الخاوة...

يقول عبد السلام وهو يتصنع اللهجة الطنجاوية، فيرد عليه احميذو متسائلا: 

- وكاين شي خدمة تما فطنجة الحبيب؟

- مجووووودة...أنا دخلت فواحد الشركة دالكابلاج، وفاطمة دَخَّلتها لواحد الشركة دالخياطة، والعيال شي أيقرا وشي أيتعلم الصنعة...

يصمت عبد السلام لثوان ثم يتابع:

-أشوف أحميذو غي زْعامْ راه قالوا ناس زمان " قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع"...

- وخا...خليني نشاور ارحيمو ونرد عليك غدا...

- ايوا صبح بخير وسلم على ارحيمو والعواول...

- مرحبا بسلامك الطنجاوي...هههه

يضع عبد السلام هاتفه بجيبه، ويبتسم ابتسامة ماكرة وهو يحدث نفسه:

- والله لخليث شي واحد فديك البلاذ... غ نموثو كاملين أو انعيشو كاملين...

ينزل في السلالم وهو يردد:

- أطرطاق الباروذ فالعقبة دغزاوة...الحبيبة وجراحتيني... 

#أحمد_المودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "