27‏/2‏/2018

احميذو بتافرانت

بقلم المودن أحمد

كانت فرحة احميذو كبيرة وهو يقود سيارته باتجاه منطقة تافرانت...فالربيع قد أطل، والسد ممتلأ، واﻷروع من ذلك أن بعض أصدقائه أبلغوه أنه يوجد بالمنطقة أناس يحملون نفس إسمه العائلي...
سيضرب احميذو عصفورين بحجر واحد إذن...
ولن يكون العصفور الثاني سوى صديقته الفرنسية " ساندرين " التي سترافقه صحبة زوجته وبناته لاكتشاف هذا الموقع السياحي الذي تعرف عليه من خلال صور وفيديوهات بعض اﻷصدقاء...
كان المنظر يبدو رائعا من بعيد...كشبه جزيرة ...أو كأرض اكتسحها البحر لتتقطع أوصالها...
- Quel beau paysage!
رددت ساندرين دون وعي منها عندما أطل الزوار على جبل فوق قرية الورتزاغ...
-هنا كانت محطة للقطار بناها أجدادك رحمهم الله...لكنها اندثرت مع خروجهم...
هكذا رد احميذو عليها بلغة فرنسية سليمة محاولا مجاملتها...
بعد التوغل في تراب الجماعة بدأ العرق يتصبب على السائق والركاب...بل وأفرغ الصغار محتوى معداتهم...لتتبعهم ساندرين فتتقيأت شوكولاتة فرنسية الصنع مختلطة بكسكس ويقطين...
من حين لآخر كانت السيارة تضرب ببطنها اﻷرض، وربما كانت اﻷرض تضرب بطن السيارة مستعينة بالحفر والحجارة...كثر الضجيج وارتفعت حرارة المحرك، خاصة وأن حالة الطريق كانت تزداد سوء كلما توغلت في تراب الجماعة ...
توقف احميذو منتظرا هبوط حرارة المحرك، اغتنم الفرصة ليقرأ بعض تدوينات أصدقائه على هاتفه، فتوقف كثيرا عند إحداها التي تقول : "هناك من يقول أن المبلغ الذي خصصه صندوق التنمية القروية لجماعة تافرانت لمشروع الطريق....هو مليار و200 مليون....في حين يقول آخرون أن المبلغ هو 800 مليون..."
قام احميذو بنصف دورة وقصد ينابيع بوعادل بنواحي تاونات..
سألته زوجته عن سبب تغيير الوجهة فرد ممازحا :
- أخاف أن يلصقوا بي تهمة سرقة اﻷربعمائة مليون...ههه


يبدو لي من خلال عدد اﻹعجابات وعددت التعاليق ونوعيتها أن شخصية احميذو فقدت بريقها وجاذبيتها!!!
أعتقد أن اﻷمر يحتاج لفترة استراحة ....
كيبان لي طلعنا لكم فراسكوم ياك ؟!


#المودن_أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "