13‏/5‏/2022

المرفع والشبرية

المرفع والشبرية

 
 

 

صدقوني إن قلت لكم أنه قد نجح في حياته إلى حد كبير...هذه حقيقة لا غبار عليها...لكن كيف وأين تعلم فنون النجاح؟

هذا ما سوف تعرفونه إن طقتم مع نوادر صاحبنا صبرا...

لمعلوماتكم فقط فهو من عشاق " السَّمَن "، ولمن لا يعرف " السمن" سأمده مجانا بتعريفه، فهو بإيجاز زبدة تم وضعها في " شبرية " من الفخار ثم تمَّ إحكام إغلاقها لتتحول الزبدة مع مرور الأيام والشهور إلى سمنٍ، يأخذ ألقابا عدة ك " السمن الحار " أو " السمن الحايل"...وهذا المنتوج يتميز بطعمه وكذا برائحته القوية...

رائحة السمن هذه هي السر في نجاح احميدو...نعم فقد وضعت أمه " شبرية السمن" فوق " المرفع " ففاحت منها رائحة سال لعب احميدو معها، فبحث عن خبز ساخن، مغتنما فراغ المنزل من أهله.

استعان بكرسيين مصنوعين من " الفرشي " ليصل إلى مبتغاه، طبعا مسك " الشبرية" بيد، وباليد الأخرى تعلق بالمرفع، لينتهي به الأمر بالأرض هو والمرفع والشبرية، بعد أن اختل توازن الكراسي...

صحيح أنه أحس بألم فضيع، لكن انسياب السمن من الشبرية المكسرة جعله يحس بأن رحلة النجاح تبدأ بالسقوط...فملأ بطنه، وجمع ما سقط من أدوات كانت تعتلي المرفع، ودفن فتات الشبرية...ثم أعاد المرفع لمكانه، محاولا الحفاظ على نفس الترتيب

مسح شعره بما تبقى من " سمن " ثم خرج ليستطلع إن كانت العملية قد تمت في سرية تامة...ومن يومها عرف احميدو أن طريق النجاح يبدأ بتحديد الهدف، وتحمل الصعاب من أجله، ثم تكرار المحاولة، وتحويل كل سقوط إلى انتصار، والإحتفاء بالنجاح مع دفن كل الجراح والكدمات...

هذا هو احميدو، وهذه هي فلسفته في الحياة...

 
أحمد المودن

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "