29‏/3‏/2017

عملية نصب جماعي على " العروبية " - الجزء الثاني -

من مذكرات التجاني

- الجزء الثاني - " اﻹستعداد للمعركة   "

بقلم: المودن أحمد من ودكة.


تكررت زيارات التجاني لمكتب العدل " أبي شعبان " ليكتشف أن عدد الضحايا أكثر مما تصور، بل أن منهم الشركي والحياني والجامعي...و أن أغلبهم بدويون هاجروا الى المدينة أو لهم عقود معقدة تتعلق باﻹرث...
قرر التجاني حل الشق اﻷول من المعضلة و ذلك باخراج " الراهن " من الشقة وتسليمه الخمسون ألف درهم على شكل شيك مع تحرير التزام باﻹفراغ...نعم لقد فقد الثقة في الناس جميعا.
وما أن مسك مفاتيح البيت الجديد حتى تلقى صدمة جديدة...فعدادي الماء و الكهرباء ليسا مستقلين...بل مشتركين مع الجيران!!!
- خدعني السمسار " المنشار " يا عزيزتي...
هكذا عبر عن حزنه لزوجته التي كانت صاحبة فكرة شراء الشقة وكأنه يحملها مسؤولية ورطته...
فارق النوم جفونه، بل وأصبح كاﻷحمق يتكلم لوحده...خصوصا و أن الجيران لم يكونوا من النوع الذي كان يبحث عنه...امرأة بوجهها آثار جرح سلاح أبيض...و أخوها لص محترف و أمهم مريضة بالسكر لا يمكن للمرء مجادلتها...و التجاني يريد أن يصبح عدادا الماء و الكهرباء مستقلان و في إسمه...ولكن كيف له أن يحقق هذا المبتغى و هو لا يملك عقد البيع النهائي؟!
قرر أخيرا اﻹستعانة بأخيه "الحساين " الذي يعرف الكثير من اللصوص و قطاع الطرق وبائعي المخدرات...وذلك لتدبير خطة من أجل إرغام العدل أبو شعبان على تسليم العقد و لو بالعنف...
وبعد مناقشة الموضوع اتغق اﻹثنان على خطة بسيطة و ذكية...فقد تمت مراقبة مكتب العدل من بعيد ابتداء من السابعة مساء...وحوالي العاشرة ليلا...ظهر رجل يلبس جلبابا...مر أمام المكتب ثم أكمل طريقه...وبعد دقائق عاد من جديد وقصد باب المكتب...التفت يمينا و يسارا كما لو كان لصا...و ما أن هم بفتحه حتى وقف بجانبه " الحساين " و بعده التجاني...
- السلام عليكم
- عليكم السلام
- أتتذكرني؟
- نعم أتذكرك...الجبلي ديالنا...مرحبا...وشكون هاد السيد لي معاك؟
- هذا خويا...
- كيشباهلك...تبارك الله ...مرحبا، تفضلوا...
أحكم إغلاق الباب...واتجه نحو مكتبه في العمق بحيث لا يُرَى من بالخارج ضوءُه....
أرجع " أبو شعبان " سبب تأخر الحصول على العقد إلى قاضي التوثيق الذي لم يرجع من إجازته بعد...لكن التجاني كان متساهلا إذ رد عليه مبتسما :
- نحن اﻵن لسنا بحاجة للعقد...نحن نريد فقط نسخة موجزة منه تسمح لنا بتحويل عدادي الماء و الكهرباء ليصبحا مستقلين...لأن أم البائع التي تسكن بالطابق الثالث تدعي أن العداد في إسمها...وإذا سمحت نريد رقم هاتفك الشخصي.
- اسمع يا ولدي...العداد في ملكية الطابق السفلي و يمكنك تحويله لاسمك و قطع التيار والماء عنهم بقوة القانون...و سأسلمك اﻵن نسخة موجزة من العقد و سأتكلف كذلك بمسألة إقناع المرأة...وها هو رقم هاتفي لكن لا تعطيه لأحد.
غادر اﻷخوان مكتب العدل ليكتشفا مفاجئة أخرى...اﻷستاذ أبو شعبان يضيف إسم عدل آخر غير ذلك الذي تضمنه الوصل الأول!!!
تساءل التجاني مع نفسه :
- هل نحن أمام عصابة أم هو فرد واحد يستغل أسماء زملائه؟! وهل فعلا قاضي التوثيق في إجازة لأكثر من شهرين؟!
................

في الحلقة القادمة سنجيب عن كل اﻷسئلة كما سيظهر التجاني على حقيقته بعدما مثل دور الغبي لمدة طويلة... و سنعرف سبب طلبه لرقم هاتف أبي شعبان؟ وكيف سيرد نقيب العدول ونائب وكيل الملك؟...فكونوا في الموعد.

 
                               

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف30/3/17

    Alaeddine Saadallah
    Karita...w3lach mamchitich 3and notaire ?? 9allebti 3la errkha yak asidi Ahmed ?
    Abdelkader El Filaly
    يا سلام

    EL Moudden Ahmed
    سيجيبك التجاني اسي علاء الدين في الجزء الثالت ان شاء الله. لكن للفائدة فقط أقوا لك أن الموثق ( NOTAIRE )يكتب عقود البيع بالنسبة للشقق المحفظة فقط عكس العدول.

    Waaziz Hicham
    ياسلام عنصر التشويق والاثارة موجودان في قصتك أستاذ أحمد سننتظر الجزء الثالث على أحر من الجمر دمت متألقا.

    Hicham Ameziane
    عندك هذه القصة أطول من مسلسل سامحيني، واش حنا مساليين ع نبقاو نساينو الجزء الثالث؟

    عادل العبودي
    ننتظر التتمة اخي احمد بالتوفيق بإذن الله

    Abdelkrim Elyamoudi
    ملي طلع للبادية غدي نلقي عليك القبض كن على حذر

    Nordin Hadad
    قصة مشوقة .في انتظار التتمة. بالتوفيق ان شاء الله.

    Hakima El Ouali
    ان شاء الله سنكون في موعد

    Abdelfadil Grimet
    التشويق و الإثارة في الكتابة،تحياتي السي أحمد.

    Abdou Makouar
    بالتوفيق اسي احمد نحن في اﻹنتظار

    Youssef Said Nfissi
    من اروع الكتابات الله يعطيك صحة و خلاص روعة في كتابة
    Abdelillah Elghaydouni
    تذكرني بقصة سيف دويزان التي كنا نتتبعها أيام الصبا عبر جهاز الراديو رفقة جميع أفراد الأسرة.هههه وويل لمن أثار الضجيج.

    Imad Elyoussfi
    قصة شيقة في إنتظار الجزء الثالث
    عادل العبودي
    شكرا لك اخي احمد جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. غير معرف30/3/17

    Mohammed Bousraraf
    طبعا سنكون في الموعد ، خصوصا وأن شرائح واسعة من الأبرياء تكتوي بنار النصب والاحتيال، في ظل بعض اللبس، واختلاط وتداخل الاختصاصات، والنية المبيتة للخداع، والركوب على استغفال بعض ذوي النيات الحسنة، أمثال التيجاني الذي كان يتوقع أن المجتمع لا
    يتضمن إلا ذوي القلوب الطيبة؛ لكن هيهات يا منشار و يا سمسار، فحيلتك قد تنطلي عليَّ لبعض الوقت ، وإلى حين إحساسي برائحة الغدر ، إذاك أكون مضطرا لاستعمال ذكائي الكامن ....
    وللتعليق بقية سأوردها حين قراءة نهايات قصة التيجاني الرجل الطيب ، والتي تلخص صراع الخير والشر في المجتمع كما يصورها كبار الأدباء.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "