8‏/4‏/2017

خطوبة التجاني...

من مذكرات التجاني

بقلم المودن أحمد

كان عليه أن يقنع أباه بزواجه من فتاة يحبها...و كيف لا وقد اختارها من بين عشرات الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاقات غرامية ...
اﻷب لا يرحم بل هو من اختار زوجة " المهاجر" ووافق على زوجة " خلوق "... لكن التجاني سيكسر هذه العادة...فهو يريد أن يتزوج بمن اختارها عقله قبل قلبه...
اغتنم فرصة ذهاب أبيه للحج ليصطحب أخاه خلوق و يقصد منزل الحبيبة الذي يبعد بمائة و عشرين كيلومترا نحو الشرق...
حل الضيفان بدار الحبيبة ...كان سؤال أبيها منتظرا بعد الترحيب : 
- أين أبوك و أمك ؟! "
- أبي ذهب للحج و أمي مريضة...
يرد التجاني وهو يرتعد خوفا،ثم ينظر إلى الخارج لعله يرى معشوقته التي اتفق معها على ادعاء عدم معرفته لها...و أن أحد اﻷساتذة  الذي يعمل بالبلدة هو من حدثه عنها...
ثم يتدخل خلوق و كأنه قرأ سريرة التجاني:
- نحن يا عم جئنا فقط لنرى بنتكم المصونة فقد حدثنا عنها أحد الأساتذة العاملين بالمركز...
كان اﻷكل وفيرا جدا، لكن حياء التجاني كان أكبر، خاصة و أن خلوق أوصاه بتمثيل دور الشاب المحترم...
كانت الحبيبة تبعث له رسائل المساندة على هاتفه...نظر إلى بندقية كانت تؤثث فضاء البيت و تذكر حكاية سبق لحبيبته أن حكتها له عن أهل بلدها...
تقول الحكاية أن شابا من مدينة أخرى تزوج فتاة من هذه البلدة التي يتواجد بها التجاني الان...وبعد سنوات وقعا في خصام انتهى بطرد الزوجة و اﻷبناء من طرف الزوج الذي نقل الجميع بنفسه إلى دار أصهاره و خاطب أب الزوجة قائلا :" هاك ها بنتك خوذها "...ثم هَمَّ باﻹنصراف...لكن اﻷب خاطبه قائلا " ساين أولدي شويا الله يعطيك الرضا "
دخل اﻷب للمنزل ثم خرج حاملا بندقيته وصوبها نحو الزوج ثم قال له:
" واش أنا عطيتها لك هكذا؟...رَادْهَا لي بهاد العرَّام دالفرخ و كتقولي ها بنتك...واش تدِّيها عليا أو نْصَيْفَطْ يمَّاك للقبر..."
حمل الزوج زوجته و أبناءه و عاد من حيث أتى....
ابتسم التجاني و هو يتخيل أبا حبيبته ذي الشارب اﻷسود الطويل وهو يصوب بندقيته نحوه إن عرف أن التجاني كان على علاقة بابنته منذ خمس سنوات مضت...
فجأة تصل رسالة تقول :" قل لأخيك أن يطلب من أبي رؤية بنته...أنا أنتظرك...سوف يسمحون لك بلقائي على انفراد ..."
ابتسم التجاني وهو يقول مع نفسه : " العيالات خطار ميقدر عليهم غير ربي الحبيب..."
وإلى حلقة قادمة من مذكرات التجاني.
 
                               

هناك 10 تعليقات:

  1. غير معرف11/4/17

    Msyah Driss
    اشكر اخي احمد علئ قصصه وابداعه الادبي ,و اتمنئ للسيد التجاني ان يوفق في مسعاه وان يتغلب علئ خوفه من صهره المستقبلي و اقول له ان البندفية ما فيها لا حبة و لا بارود غير يتوكل علئ الله

    ردحذف
  2. غير معرف11/4/17

    Abderrahim Es-saiydy
    لم أوفق في حظور"زردة"العرس،لكنني أشهد الآن ما خلفه ميثاق هذا الزواج من إبداع،حمدا لله على نعمة هذا التعويض الجميل المنطلق من نبض الروح. رااائع أستاذ أحمد استمر وتحياتي

    ردحذف
  3. غير معرف11/4/17

    Hakima El Ouali
    انه القدر من ساقك الى جهة الشرق وارادة الله هي من ختارت ام ابنائك حاليا ولست انت حيت قلت انك خترتها من بين لعشرات مشيئة الله ان تكون السبدة نبيلة زوجتك متمنياتي لكم بالسعادة وطول العمر

    ردحذف
  4. غير معرف11/4/17

    Ab Do Abdo
    هههههه متشوقون لمعرفة التتمة .والله يخلي البندقية ديما بعيدة على التيجاني قولو امين هههههه

    EL Moudden Ahmed
    عندما تعلق أنت يا السي عبدو أعرف أن مشاركتي و صلت الى الصحراء و لم يبقى سوى تحديد يوم الزفاف

    ردحذف
  5. غير معرف11/4/17

    Elmouden Ouadie
    اختارها من بين عشرات الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاقات غرامية ... التيجاني كان زير نساء قبل الزواج ههههه تحكم في قلمك جيدا حتى لا يخرج عن الموضوع فأحيانا تكون الكلمات إنشائية محضة ... لا إبداع فيها .

    ردحذف
  6. غير معرف11/4/17

    EL Moudden Ahmed
    السي وديع حتى الانشاء قد يكون ابداعا...واسأل أساتدة اللغة هل يجدون متعة في قراءة بعض النصوص الانشائية أم لا؟ رأيك يحترم و قد يكون حافزا للتطوير و الابداع شكرا

    Elmouden Ouadie
    بل الشكر لك سيدي فأنت الحدث .... وما نكتبه هنا ما هو إلا دعم لك وتحفيز على المزيد والمزيد الفريد والممتع ... غير أن هناك بعض الملاحظات منها : أن أحد المثقفين سألته عن نصوصك ماذا يقول فيها ؟ فقال: بأن الذي يكتب كثيرا لا يبدع غالبا ... لأن إبداعه يفرقه على نصوصه الكثيرة فلا يسعهم جميعا، فتأتي نصوص مشوهة تنقص من القيمة الابداعية للكاتب ... وشكرا لك أولا وأخيرا

    EL Moudden Ahmed
    اذا كان الأمر كذلك فسأكتب نصا واحدا في الشهر ...المهم أن يكون نصا في المستوى ...و لكن لا تنسى أنني سأكنب بالمقابل تسعة و عشرين نصا سأحتفظ بهم لنفسي...لأنني لا أكتب لكم فقط بل 50 بالمائة أكتب لنفسي...و لهذا قررت القيام بهذا الاستفتاء...فلو جاءني عشرة قراء يقولون بصدق أن ما أكتبه لا يستحق أن يكون ابداعا...ورب العزة لن أنشر حرفا حاليا...أنا هنا أتعلم كطفل في الروض و ليس عندي انتاجا يستحق نقدا...مع تحياتي.

    Mohammed Bousraraf
    أستاذي المودن : كل شيء فيه الغث والسمين. الكتابة مقدرة لا يتوفر عليها الجميع. وقد لا تعجب البعض كما قد تبهر من يجد نفسه فيها. المواقف تختلف والنقاد يختلفون من موقف لآخر. أنت تستمتع بالكتابة ، ومتتبعوك يستمتعون بالقراءة. أحترم أيما احترام كلمتك التي لا شك أنك تضعها في مكانها الصحيح والذي تراه مناسبا. النقاد هم من يجب أن يسبروا أغوار نصوص الكاتب . عندما ينشر النص يصبح في متناول أي كان. ولا يمكن أن ترد على جميع نقادك. المهم هو درجة التفاعل.
    ولا يمكن أن ينتظر القارئ نصوصا على مقاسه بل عليه أن يغلب هامش الاستمتاع ويحاول قراءة نفسية الكاتب .
    أخوك يقدّر نصوص المودن والرماح الجرتيني وغيرهم على اعتبار أنها تلامس الكثير من الهموم والوقائع .
    ليس المقياس أن أعرض كتابات المودن أو الرماح على كاتب آخر قد لا تعجبه...
    لذيك دخيرة ومقدرة فلا تتوقف.
    مودتي.
    EL Moudden Ahmed
    و لهذا طلبت رأيك ، لم أكن أنتظر منك مدحا...ولكني أستطيع تمييز القراء الاقرب لملامسة جميع الجوانب الفنية بكتاباتي...وخير ما اعتمدت عليه هو متابعتك و مساندتك للرماح و الجرتيني و المودن...فشكرا على رأيك...و حبذا لو اسبدلت كلمة " أستاذي " بكلمة " تلميذي " فمن أمثالكم نتعلم.

    Elmouden Ouadie
    أنا لم أقل أن ما يكتبه السي أحمد ليس إبداعا ... لكني نقلت رأيا نقديا لأحد هو عندي ثقة في الآداب والنقد الأدبي ورأيه يحترم وبشدة لأن السي أحمد هو مشروع كاتب كبير وهذا المشروع أقل ما علينا فعله كمثقفين تجاهه أن ندفع به الى الأمام وأن نوضح له الثغارات التي يمكن أن تعرقل هذا المشروع .. وإذا كان مبدعنا يرى أنه مجرد هاوي وكتاباته لا ترقى إلى أن تنتقد .. فهو محق في هذا نظرا لتواضعه وأخلاقه لكنه مخطئ فيه نظرا لأن النقد كيفما كان سلبيا أو إيجابيا هو حافز للبحث ولبنة أساسية في بناء شخصية الكاتب. ومن المعلوم أن من يصفق لك يوهمك بأنك قدمت ما عليك وأنك وصلت وبالتالي فهو لا يساهم في تطور قدراتك حتى وإن كان لا يقصد .. أما من ينتقدك فهو يحرك فيك تلك القدرة الابداعية التي تملك منها الكثير ويستفزك حتى تعطي أكثر وبجودة أرقى ....
    هذا ما أراه اخوتي وأتمنى ألا أكون قد تطاولت في كلامي على من هم أكبر سنا ومعرفة مني ومودتي لكم ..
    Je n’aime plus · Répondre · 2 · 8 avril, 18:13
    EL Moudden Ahmed
    EL Moudden Ahmed
    أهم شيء بالنسبة الي اللحظة أن المداد قد سال كثيرا و هذا ما كنت أطمح اليه ...و هذا مفيد ا أكثر من كلمات الاعجاب اة متابع التي تبقى بالنسبة الي مجرد ارقام قد تكبر مع الايام اذا كان العطاء قي المستوى...فشكرا لكم

    ردحذف
  7. غير معرف11/4/17

    أحمد المريزق
    ارى أن خلوق لم يكن في مستوى تطلعات الاب . لانه لم يسر على خطى أبيه حين خلفه وذهب مع التيجاني للخطبة . ترى كيف سيكون رد فعل الاب الصارم من هذا التصرف الطائش للأخوين . !؟؟؟

    ردحذف
  8. غير معرف11/4/17

    Sami Rabat
    مساء النور سي المودن كل ما تتقاسمه معنا ممتع و شيق. الله يوفقك و شكرا

    ردحذف
  9. غير معرف11/4/17

    Said Sedrawi
    قصة لها أكثر من دلالة نتمنى أن لا تفهم في غير محلها وأن نجزم ان بنات عبد الواحد كلهن واحدة تحياتي

    ردحذف
  10. غير معرف11/4/17

    Ma Di
    القصص كلما حملت اسم التيجاني زادت نكهة

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "